ترامب : "يجب أن نحصل" على غرينلاند
تنفرد مدينة جدة السعودية، في غرب المملكة، بمسجد النور الذي يقبع فوق مياه البحر الأحمر، في ميزة هو الوحيد الذي يمتلكها في العالم.
فقد بُني المسجد على مجموعة من القواعد المثبتة في البحر، ليبدو أشبه بباخرة أو سفينة يقصدها المصلون والزوار عبر جسر ينتهي بتلك التحفة المعمارية.
وبجانب كونه مسجدًا متكاملاً من حيث العمارة والمئذنة والقباب والمرافق، يتيح من نوافذه
المحيطة به من كل اتجاه، رؤية مياه البحر كما لو أنه رصيف في ميناء اخترق البحر بدلًا من
مجاورته.
ودفع ذلك الموقع الفريد، المسجد ليكون وجهة دائمة للمصلين والزوار على مدار العام، منذ
تأسيسه العام 1985، قبل أن تصل أخباره للحجاج والمعتمرين القادمين من خارج السعودية.
إذ بات المسجد وجهة مفضلة لكثير منهم، سيما من دول آسيا، والذين تحط طائراتهم في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، حيث يزورون المسجد قبل التوجه نحو مكة المكرمة القريبة برًا أو بعد العودة منها.
لكن موقع المسجد فوق مياه البحر ليست كل ما يميزه، فقد بُني وفق فنون العمارة الإسلامية القديمة والحديثة؛ ما جعل من تصميمه ملفتًا للأنظار أيضًا.
وتبدأ الزيارة للمسجد عبر جسر الدخول الذي يربط البر بساحة المسجد الرخامية، التي تقام فيها الصلوات أيضًا عند الازدحام، بينما تحمي مظلات مثبتة في الساحة الناس من أشعة الشمس.
كما تتميز ساحة المسجد، أو الصحن، بوجود 52 قبة بيضاء صغيرة تحيط بالمكان وبالقبة
الرئيسة ذات اللون الأزرق الفاتح، والتي تتوسط قاعة الصلاة الرئيسة في المسجد بزخارفها
ونقوشها وفسيفسائها.
وتحيط النوافذ بتلك القبة لتسمح بمرور الضوء وأشعة الشمس لداخل المسجد، بينما تنتصب المئذنة البيضاء بارتفاع 21 مترًا.
ومع حلول الليل، يتحول المسجد العائم لكتلة ضوء براقة تبدو كما لو أنها سفينة راسية في
البحر.
ولعل أكثر من يجذب الناس في المسجد، النوافذ المنخفضة على المستوى الأرضي، حيث يبدو فيها الناظر كما لو كان في سفينة، خاصةً عند حدوث المد الذي ترتفع فيه مياه البحر قرب
الشواطئ.
وتبلغ مساحة المسجد العائم، 2400 متر مربع، ويتسع لنحو 2300 مصل، ويحتوي على
مصلى نسائي خشبي معلق بمنتصف المسجد في الجانب الخلفي يسع حوالي 500 من النساء.
وتتكفل شاشات مثبتة في المسجد، بالترجمة لزوار المسجد والمصلين فيه خلال خطب الجمعة والدروس والمحاضرات الدينية، بعد أن بات حضور الأجانب مصلين وسياحًا دائمًا فيه.