غارات إسرائيلية تستهدف بلدات عيتا الشعب والخيام وقبريخا جنوبي لبنان

logo
منوعات

موسى حوامدة لـ "إرم نيوز": الشعر العربي في غرفة الإنعاش

موسى حوامدة لـ "إرم نيوز": الشعر العربي في غرفة الإنعاش
الشاعر الأردني موسى حوامدةالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
17 سبتمبر 2024، 9:13 ص

أحد أبرز الأسماء على الساحة الشعرية العربية، من يقرأ أعماله منذ ديوانه الأول "شغب" حتى ديوانه الأخير "كريشة يحملها هواء خفيف" مرورًا بـ"سلالتي الريح - عنواني المطر" و"سأمضي إلى العدم" و"كما يليق بطائر طائش"، يوقن أن الإنسانية بمعناها العام النبيل هي الهوية الحقيقية للشاعر الأردني موسى حوامدة.

وفي السطور الآتية، يحاور "إرم نيوز" مبدعًا عربيًّا كبيرًا يتسم بالصراحة، ولا يكف عن المغامرات والتي كان آخرها قراره المفاجئ بتأسيس دار نشر باسم "تدوين".

ما السر وراء إنشاء دار نشر؟

الفكرة ظلت تراودني منذ زمن بعيد، رغم تحذير الأصدقاء ألّا أتورط في مشروع خاسر، جلست فترات طويلة في مصر كي أبدأ المشروع هناك، لكن بعض الظروف والإجراءات الروتينية حالت دون ذلك.

 تذكرت نصيحة الناقد المصري الكبير الراحل د. شاكر عبدالحميد حين قال لي، ذات مرة: "اجعل محطتك الأولى الأردن، وانطلق منها إلى القاهرة"، ولأنني بطبيعتي متردد، ولا أحسم الأمور، تأجل المشروع لسنوات طِوال.

ومصدر ترددي الثاني أنني لست إداريًّا ناجحًا، لكن روح المغامرة ظلت تنتصر وتلح عليّ، ودفعتني هذا العام للتقدم بطلب للترخيص وتمت الموافقة.

هي مغامرة قد تفشل وقد تنجح، لكنني مقدم عليها بشغف عاشق، يستمتع حتى ببعض القرارات الطائشة والخاطئة والمتحمسة، وهي متعة تضاهي ما قد أخسره من رأسمال بسيط أملكه، لكنني مستعد لخسارته بكل يسر، أمام متعة نشر كتاب التي تضاهي جمالية ومتعة كتابة القصيدة.

ألم يزعجك أن الاسم ليس بجديد؟ 

كان الاسم الأول الذي اخترته هو "شغب"، عنوان أول مجموعة شعرية لي، لكنه رُفض لاحقًا، اقترحت "كتبخانة"، وبعد البحث قالوا هذا اسم مكتبة معروفة في مصر زمن الخديوي، ولا نوافق على أسماء الأماكن إلا إذا كانت من مواقع في الأردن أو فلسطين.

طرحت اسم "يكتبون" فقالوا لدينا ترخيص باسم دار نشر مشابهة هي "كتابة"، فعدت واقترحت اسم "ديوان" ثم "دوّن" وفي كل مرة هناك سبب وجيه للاعتراض، حتى كان الاستقرار على "تدوين". 

وتمت الموافقة على الاسم، وصُمِّم شعار له، وقد يتشابه مع أسماء دور نشر عربية أخرى، فالأسماء محدودة مهما فكرنا، وكلما كنت أفكر باسم أجده في بلد عربي آخر.

أخبار ذات علاقة

"أنا والنساء".. نزار قباني يتحدث الكردية‎

هل تسير على خطى نزار قباني حين كان ينشر أعماله في دار خاصة به تحمل اسمه؟

نعم، وأعترف أنه سهّل علي المهمة والمبرر، ورفع عني الكثير من العتب، وكنت أفكر فعلًا بما فعله نزار في بيروت، وكان جريئًا ومحقًّا، لكنه فيما بعد ملَّ من هذا العمل، بعد أن تكدست في المخازن أعداد كبيرة من كتبه، فباعها للمؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.

كانت شجاعة نزار تغريني بتكرار التجربة، رغم أنه لم ينشر لغيره لكني سأفتح الباب لكل نص جيد وكل موهبة حقيقية.

كيف ترى حال صناعة نشر الكتب في العالم العربي؟

الناشر العربي محكوم بحسابات مادية قبل أي شيء آخر، ولا يمتلك غالبًا رسالة، يحسب حساب الخسارة قبل متعة النشر وكشف المواهب والكتب القيمة والمختلفة.

 لا أنكر أن بعض الناشرين مثقفون إلى حد ما، لكن سرعان ما يَقع كثير منهم تحت رحمة منطق السوق والعرض والطلب، ومعايير نشر شعبوية، إلا باستثناءات قليلة كي أكون موضوعيًّا.

ماذا عن عدم حماسة دور النشر لطباعة دواوين الشعر بحجة أنه "لا يبيع" 

هذه مقولة رأسمالية قصدت تهميش الشعر والشعراء، وقد استسلم الشاعر والناقد والمثقف والقارئ لهذه الإشاعة، وبات الشاعر يتوسل الاهتمام الإعلامي من خلال إهداء نسخ مجموعته لأصدقائه وبعض الصحفيين والنقاد.

 وأعتقد أن هذه القناعة تبلورت لعدة أسباب، أولها غياب المشروع الثقافي العربي، والتخلي عن الشعراء، وتركهم فرادى بلا رعاية وحماية واهتمام، وثانيها استهتار واستسهال الشعراء لعملية النشر، وحرصهم الشديد عليها قبل تكريس الاسم والجودة والتثبت في ميدان المعركة.

وثالثها كثرة الدعم المبالغ فيه للسرد والرواية وتصديق القارئ أن الرواية باتت باب التثقف والمعرفة والتباهي، وهي الجنس الأدبي الذي يحوي كل المعارف والعلوم وأشكال العيش ومعرفة المجتمع، وأنها ديوان العرب الجديد.

أخبار ذات علاقة

اللغة العربية تحتضر.. أدباء لكنهم ضعيفون في النحو والإملاء

هل تتفق مع مقولة أن العرب يعيشون "زمن الرواية" التي أطلقها الناقد الراحل د. جابر عصفور؟

 لا أتفق، لأن الشعر لم يمت ويظل أحد المكونات الأساسية في ثقافة وذائقة الإنسان العربي. هو فقط يحتاج إلى نوع جديد من الرعاية، لأنه ينام اليوم في سرير الإنعاش.

 وإذا لم نعالجه، سيموت سريريًّا، وقد ترتاح منه الفنون الأخرى مؤقتًا، وقد يشمت بعضها، ولكن بعد موته الحقيقي لا سمح الله، ستشعر أنها ميتةٌ أيضًا، دون أن تدري.

صدَر لك قبل أيام ديوان "كريشة يحملها هواء خفيف"، هل يحمل العنوان إشارة إلى ذاتك الشاعرة في ترفعها عن الصراعات والغنائم؟ 

السؤال جميل ولمس الروح الشعرية في هذه المجموعة الشعرية فعلًا، فالشاعر ليس ضيفًا ثقيلًا على العالم، أو على أحد، أو حتى مكان أو زمان، هو ريشة خفيفة تطير إلى العالم، وتسافر في الزمان والمكان دون حسابات أو نتائج وتحقيق أرباح أو مكاسب.

كيف ترد على من يرى أن محمود درويش هو خاتمة الشعر الفلسطيني، وليس هناك أمام الشعراء الذين جاؤوا بعده الكثير ليضيفوه؟ 

لا خاتمة إلا للأنبياء، درويش شاعر عظيم، لكنه لن يستطيع مصادرة حق الأقمار الأخرى في النور والظهور، لا القديمة والمتوفاة ولا المعاصرة ولا حتى التي ولدت بعده، وتربت على أشعاره.

أما الإضافات الجمالية والأدبية والشعرية، فلم تتوقف يومًا، فهي متحققة وجلية، والشعراء الفلسطينيون الجدد ليسوا بأقلَّ من درويش ألمًا وشعرًا وجمالًا شعريًّا. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC