اتجار وتحرش واستغلال.. جرائم مروعة بحق الأطفال في لبنان

تتوالى فصول الاعتداءات المأساوية على الأطفال في لبنان، حيث تهز وقائعها اليومية الرأي العام، في أماكن كان من المفترض أن توفر لهم الرعاية والحماية والآمان.

روايات صادمة كشفت جرائم بشعة ومروعة انتهكت براءة عدد من اليافعين والقصّر وحديثي الولادة، وصلت إلى حد الاتجار بهم واستغلالهم جنسيا.

أحدث تلك الروايات؛ ما كشفته، المحامية ديان عساف، عن قيام مديرة جمعية "قرية المحبة والسلام " في منطقة "المنصورية" في جبل لبنان باستغلال الأطفال جنسيا وتسهيل عملهم بالملاهي الليلية وتعاطيهم للمخدرات والمشروبات الكحولية.

كما كشفت عساف في فيديو لها عبر إنستغرام، أن "مديرة الجمعية سهلت لأحد العاملين في الجمعية التحرش بالفتيات، كما قامت باستغلاهن من خلال إجبارهن على تنظيف منزلها".

ولم تتوقف المديرة عند تلك الانتهاكات فقط، بل وصل بها الأمر إلى بيع طفل لإحدى العائلات مقابل مبلغ، بعد تزوير أوراقه الثبوتية بالتواطؤ مع إحدى المستشفيات، بحسب المحامية عساف.

واتخذت الجهات المعنية بعد الوقائع التي أدلت بها المحامية إجراءات تمثلت بإغلاق الجمعية وتوقيف مديرتها وختمها بالشمع الأحمر، وباشرت بفتح تحقيق لكشف الانتهاكات التي ارتكبت بحق أطفال الجمعية التي تأسست لاستقبال الأطفال الأيتام والمشردين.

فريسة سهلة

من جانبها، اعتبرت الخبيرة الدولية في حماية الأطفال والرعاية البديلة، زينة علوش، أن تدهور أوضاع الأطفال مرده إلى أزمة متعددة الأبعاد تعصف في لبنان.

وقالت علوش في حديث لـ "إرم نيوز"، إن "إنعدام البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والانفلات الأمني والقانوني والصحي ، عوامل تدفع بعدد كبير من المجرمين إلى التربص بالأطفال كفريسة سهلة".

واستعرضت علوش اعتداءات والجرائم التي وقعت بحق الأطفال، مثل العثور على أطفال حديثي الولادة في العراء، والتعنيف في أحدى دور الحضانة، إلى جانب حادثة قتل الطفلة في "الضنية" شمال لبنان، جراء جريمة الاغتصاب.

وأكدت أن " المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الخدمات الأساسية والمراكز الصحية، التي وجب عليها أن تلتقط هذه الأحداث والمؤشرات.

شركاء بالجريمة

وقالت علوش "يجب علينا نذكر قبل أن نحمل المسؤولية لطاقم هذه الجمعية، بأن الدولة انتهجت نموذج خصخصة الخدمات، عبر إيداع الأطفال في عهدة جمعيات لا رقابة عليها ولا مبادىء أخلاقية تحكم الخدمة فيها، ولا أسس تحمي الأطفال تحت سقفها".

وأضافت "طالما نادينا بتنظيم قطاع الرعاية البديلة، لأن مؤسسات الرعاية كنموذج أثبتت فشلها عالميا، لكن لبنان أصر على هذه الخدمة، التي تعرض الأطفال لشتى أنواع الانتهاكات، ومن ضمنها بيع الأطفال لأغراض التبني غير الشرعي".

وذكرت علوش أن جمعية "بدائل " التي أسستها لغاية حماية الأطفال رصدت أكثر من 10 آلااف طفل، بيعوا خلال الحرب اللبنانية عبر مؤسسات الرعاية، بطريقة غير شرعية لأغراض التبني غير الشرعي.

وأشارت إلى أن المتورطين في الانتهاكات ضد الأطفال كثر، ابتداء من الدور الرعائية وصولا إلى الأجهزة الأمنية والإدارية والصحية.

وأعربت علوش عن تخوفها تفاقم ظاهرة الاتجار بالأطفال في ظل الانهيار الذي يشهده لبنان على مختلف المستويات.