من هو رجل الأعمال المصري محمد الفايد؟

توفي الملياردير ورجل الأعمال المصري محمد الفايد في بريطانيا عن عمر يناهز 94 عاماً بالتزامن مع الذكرى الـ26 لرحيل نجله عماد الفايد في حادث سيارة مع الأميرة ديانا.

وأعلنت عائلة الملياردير المصري نبأ وفاته يوم الأربعاء الماضي، وتم دفنه يوم الجمعة في مسجد لندن المركزي، بالقرب من ريجنتس بارك، بعد الصلاة.

وكان رجل الأعمال اللامع والمثير للجدل في بعض الأحيان هو مالك فندق ريتز باريس، وكان يمتلك سابقًا متجر هارودز متعدد الأقسام ونادي فولهام لكرة القدم. وقدرت ثروته هذا العام بـ 2 مليار دولار، ليحتل المركز الـ 1493 في العالم.

النشأة والبداية

ولد الفايد عام 1929 في منطقة رشدي بمدينة الإسكندرية وعمل في بيع المشروبات الغازية في شوارع المدينة.

وفي العام 1954 تزوج الفايد من الصحفية السعودية سميرة خاشقجي، وكان يعمل لدى شقيقها رجل الأعمال عدنان خاشقجي ليطلق شركة شحن في مصر بعد أن رزق بطفله الأول دودي الذي ولد بعد عام، وفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وكان للفايد 5 أطفال، أكبرهم دودي، الذي تقاسمه مع زوجته الأولى. وأنجب أربعة أطفال من زوجته الثانية هيني الفايد: كاميلا وعمر وياسمين وكريم.

وفي الستينيات من القرن المنصرم، انتقل محمد الفايد إلى العاصمة البريطانية لندن.

وفي العام 1966 أصبح الفايد مستشارًا ماليًا لسلطان بروناي عمر علي سيف الدين الثالث.

امبراطوريته المالية

اشترى الفايد فندق ريتز في باريس عام 1979 وكان مالك نادي فولهام بين عامي 1997 و2013.

في عام 1984، ناضل من أجل السيطرة على مجموعة "House of Fraser"، التي ضمت متجرها الرئيسي هارودز إلى جانب رجل الأعمال تيني رولاند.

كما اشترى الفايد مع شقيقه حصة قدرها 30 % في هاوس أوف فريزر في عام 1984، واستحوذ على متجر هارودز مقابل 615 مليون جنيه إسترليني في العام التالي.

وبدأت المعركة بالعداء بين الفايد ورولاند، حيث خلص تقرير وزارة التجارة والصناعة في عام 1990 إلى أن عائلة الفايد كذبت بشأن خلفيتها وثرواتها خلال الصفقة.

وانتهى الصراع مع رولاند في عام 1993 بصفقة بشأن قاعة طعام هارودز، على الرغم من أن ذلك ساهم على الأرجح في رفض منح الفايد الجنسية البريطانية، وهو الرفض الذي سبب له الكثير من الألم.

الجنسية البريطانية

وعلى الرغم من الفترة الطويلة التي قضاها الملياردير ورجل الأعمال المصري محمد الفايد والاستثمارات الكبيرة التي يمتلكها في بريطانيا إلا أنه لم يتمكن من الحصول على الجنسية البريطانية.

وقال الفايد آنذاك، لهيئة الإذاعة البريطانية: "لماذا لا يعطوني جواز سفر؟ (..) أنا أملك متجر هارودز وأوظف آلاف الأشخاص في هذا البلد".

وفي عام 1994، ذهب الجدل الذي أثاره إلى أبعد من ذلك عندما كان في قلب فضيحة "المال مقابل الأسئلة" التي تورطت فيها وستمنستر، وادعى أنه دفع للنائبين في مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين، نيل هاميلتون وتيم سميث، مبالغ مالية كبيرة لطرح أسئلة بشكل غير قانوني في مجلس العموم لصالحه.

واستقال سميث من منصبه في عام 1997 بعد أن اعتذر، ولكن هاميلتون رفع دعوى قضائية ضد الفايد فيما بعد بتهمة التشهير، ومع ذلك، فقد أعلن إفلاسه بعد خسارته، وانتهى به الأمر بفاتورة من سبعة أرقام للرسوم القانونية.

العلاقة مع العائلة المالكة

وكان نجل الفايد، دودي الفايد، شريكاً مشهوراً لديانا، أميرة ويلز، وتوفي الاثنان في أعقاب حادث سيارة في العاصمة الفرنسية باريس في أغسطس/ آب 1997، وزعم الفايد الأب مراراً وتكراراً أنهما قُتلا في مؤامرة.

وبدأت ديانا، التي طلقت الأمير تشارلز آنذاك عام 1996 بعد سنوات من الانفصال، بمواعدة المصري دودي الفايد لأول مرة في يوليو/ تموز 1997.

وقالت الصحيفة البريطانية إن دودي الفايد التقى بأميرة ويلز لأول مرة في عام 1986 في مباراة بولو ضد الأمير تشارلز في وندسور، ولكن بعد 11 عامًا أصبح الثنائي قريبين عندما دعا والده ديانا وأطفالها ليكونوا ضيوفه في سانت تروبيه.

وأشارت إلى أن الفايد كان مفتونًا إلى حد ما بالعائلة المالكة، ثم ذهب بعد ذلك لشراء وترميم المنزل السابق لإدوارد الثامن وزوجته واليس سيمبسون، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم "فيلا وندسور"، بتكلفة قدرها 12 مليون دولار (10.4 مليون جنيه إسترليني). وفي وقت وفاته، كان الفايد لا يزال يمتلك فيلا ويندسور، لكنها لم تكن مفتوحة للجمهور.

المصدر: صحيفة "إندبندنت" البريطانية