جنوب أفريقيا: طرد واشنطن لسفيرنا أمر مؤسف
هنا البهجة تمشي على قدمين ورائحة التاريخ تنساب بين الأزقة، فيما نكهات "الطعام الحلال" المطهو طبقا للشريعة الإسلامية تداعب أنوف المئات من المسلمين الصينيين الذين يرقبون غروب الشمس استعدادا لتناول وجبة الإفطار.
إنه "الحي الإسلامي" الذي يقع في الشارع الغربي بوسط مدينة "شيان"، شمال غرب الصين، والذي يكتسب بريقا خاصا في شهر رمضان حيث يتحول إلى وجهة أساسية للصائمين من السكان المحليين بالمدينة.
يتكون الحي من عدة أزقة وشوارع مرصوفة بالحجارة الرمادية التي تميل إلى اللون الأزرق والمظللة بالأشجار الوارفة، حيث تتراص على الجانبين المطاعم والأكشاك والطاولات والكراسي التي تعد الصائم بوجبة لا تُنسى.
وتعد لحوم الضأن واللحم البقري المشوي على الأسياخ خيارا مفضلا، لكن بعض النباتيين يبحثون عن الأسياخ المشوية التي تحمل المأكولات البحرية هذه المرة.
ولأن نسبة لا يستهان بها من رواد الحي هي من السياح متعددي الثقافات والأعراق الذين يودون مشاركة المسلمين طقسهم الرمضاني، لا يمكن زيارة الحي دون تجربة طبق "روجياموه" الشهير.
ولا تكاد تخلو مائدة رمضانية في الحي من هذا الطبق الذي يعد بمثابة "النسخة الصينية من البرغر" وهو عبارة عن رغيف من الخبز مستدير القمة، مسطح القاعدة، يتم حشوه بلحم البقر أو الضأن المتبل بالكمون والفلفل، الممزوج بالحساء المغلي من عظام الأغنام أو البقر.
ويجزم البعض أن "روجياموه" هو أقدم "شطيرة هامبرغر" في التاريخ، حيث يعود تاريخ الخبز المصنوع منه إلى سلالة "تشين" الصينية التي ظهرت قبل الميلاد بأكثر من قرنين، أما طريقة صنع لحومه فقد عرفتها البلاد بنحو ألف عام قبل الميلاد.
وكما يشتهر "الحي الإسلامي" بأطعمته الشهية التي لا تقاوم، يقدم كذلك تحلية لذيذة منها تلك الحلوى التي تتميز باللزوجة والبرودة وتُصنع من الأرز والعسل وتزين بالتمر.
ويعد "الحي الإسلامي" مثالا رائعا على امتزاج الثقافات حيث يضم معالم سياحية من البوابات والأبراج والمعابد التاريخية، فضلا عن العديد من المساجد الكبرى والمتوسطة.