جيش كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ أرسلت 3000 جندي إضافي إلى روسيا هذا العام
يجوب المسحراتي أحياء مدينة إسطنبول التي يقع قسم كبير منها ضمن أوروبا، عاكسًا هويةً إسلامية فريدة في القارة، استطاعت الصمود في وجه تحديات كبيرة وكثيرة.
نحو ثلاثة آلاف مسحراتي يشعلون ليالي إسطنبول بضربهم للطبول، مرتدين أزياءً مخصصة مستوحاة من التراث التركي، فيما يقدر عددهم بنحو 20 ألف مسحراتي في عموم تركيا.
ومن اللافت أن مهنة المسحراتي، مهنة رسمية تحتاج لترخيص من البلديات في المدن والبلدات التركية تحت اسم "دافولجو"، بعد اختبار لقدرة المتقدم على الضرب وفق إيقاع، والتعهد بالالتزام في العمل طوال ليالي رمضان.
ولا يجد المسحراتي نفسه وحيدًا في ليالي إسطنبول وباقي المدن التركية، حيث يخرج كثير من الأطفال بصحبة ذويهم لمشاهدة ضارب الطبل عن قرب، لا بل وتجريب الضرب على الطبل خلال تفاعل المسحراتي مع المرحبين به.
كما تشهد الأزقة مفاجآت طريفة في بعض الأحيان، إذ يغير البعض ضربات الطبل إلى إيقاع أغنية شهيرة، أو يردد آخرون أغاني أو أشعار أو أذكار دينية.
ورغم كون المسحراتي مهنة رسمية في تركيا، فإن أجر العاملين بها يكون على عاتق سكان الأحياء التي يعمل بها المسحراتي، مرة في منتصف الشهر الفضيل وأخرى في نهايته.
ومع ذلك، تلقى تلك المهنة إقبالًا من كثيرين ومن مختلف الأعمار، كثير منهم ورث المهنة عن والده وأجداده، ويتمسك بها لدوافع تراثية واجتماعية وليس مادية.
وواجهت مهنة المسحراتي التي تعود للحقبة العثمانية، تحديات كثيرة، بينها نمط الحياة العلماني الذي ساد بعد تأسيس الجمهورية التركية العام 1923، واختفاء المظاهر الدينية من البلاد إلى حد كبير.
كما واجهت مهنة المسحراتي عصر الساعات المنبهة في حقبة من الحقب، والتي يستقيظ من خلالها الناس دون الحاجة لمن يوقظهم، قبل انتشار الثورة التقنية واختراعاتها المتعددة التي توفر طرائق إيقاظ متعددة.
كما أن نمط الحياة المعاصرة في المدن، شكل أحد تحديات مهنة المسحراتي في تركيا، حيث يستمر السهر في المنازل لساعات متأخرة من الليل، بينما تفتح كثير من أماكن العمل أبوابها على مدار الساعة.
ويمثل أحد التحديات أيضًا، شكوى البعض من صوت الطبل في ساعات الليل، ويطالبون بإلغاء المهنة أو استخدام أسلوب إيقاظ بديل للطبل لا يسبب الإزعاج لمن يودون إكمال نومهم، لكنهم يواجهون على الدوام سيلًا من الردود المعارضة.
ومع ذلك، لمهنة المسحراتي مكانتها في تركيا، حيث يُنظر لها على أنها رابط مع الماضي الإسلامي والشرقي لتركيا، والذي تندثر كثير من مظاهره لصالح مظاهر الحياة المعاصرة.
