logo
منوعات

كيف تحقق السعادة؟ إجابة "غير متوقعة" من أعظم الفلاسفة

كيف تحقق السعادة؟ إجابة "غير متوقعة" من أعظم الفلاسفة
تعبيريةالمصدر: Getty Images
26 أغسطس 2024، 7:31 ص

لا يوجد موضوع أقام الدنيا، وشغل الناس مثل السعادة، ربما كان الحب هو فقط من ينافسها على الاستئثار بالمساحة الأكبر من العصف الذهني والهيمنة على أفكار المرء ووجدانه.

الكل يريد أن يكون سعيدا، أن يحظى ببطاقة هوية لها ملمس الحرير، مكتوبة بماء الذهب، تضمن له حق الإقامة الدائمة في مدينة الهناء والفرح في حياة بعيدة عن المنغصات، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، إذ بمجرد أن تسأل: ولكن ما هي السعادة أصلا أو كيف نصل إليها، نضيع في متاهة من الآراء المتضاربة والمفاهيم المتناقضة. 

هنا تتجه الأنظار إلى الفلاسفة والمفكرين من مختلف العصور، الرعاة الرسميين للحكمة وأصحاب الإشراقات العقلانية، بحثا عن جواب شاف وأملا في "وصفة" مجربة، لكن تلك الإجابة المنتظرة تأتي "غير متوقعة" بل "صادمة" للكثيرين منا، على طريقة الرياح التي تأتي بما لا تشتهي السفن. 

"أنت تمتلك أسباب سعادتك"

ويرى معظم الفلاسفة أن السعادة شيء نسبي، يختلف من شخص لآخر، لكن الأهم أنها مجرد شعور يغمر الروح وفكرة تضيء العقل، تستطيع أن تصنعها بنفسك لنفسك، بمعنى أنك بظروفك الحالية، غير المثالية من وجهة نظرك، تمتلك أسباب سعادتك أو تعاستك، دون الحاجة إلى أرصدة بنكية ضخمة، أو يخت على جزيرة بعيدة. 

سقراط، أحد أعظم الفلاسفة القدماء، له حكمة ملهمة وبديعة في هذا السياق، إذ يقول: "سر السعادة ليس في السعي للحصول على المزيد من الأشياء، بل في التمتع بالقليل المتاح".

أفلاطون ينادي بشيء قريب من موقف أستاذه سقراط، حين يطالبك بأن تعتمد على نفسك فقط و"لا تعتمد على الآخرين كي تصبح سعيدا". لا تنتظر مكافآت خارجية أو دعماً وتقديرا من المجتمع المحيط بك، افعل الصواب لأنه الصواب، وليس انتظارا لتصفيق حاد، وأنت تعتلي مسرح المجد.

100ae822-5bf0-4c0f-8a90-233f783b3db2

ويأتي أرسطو، الملك المتوج على عرش الفلسفة القديمة، ليؤكد الحقيقة نفسها وهي أن "سعادتك تعتمد على نفسك"، افعل ما يسعدك بصرف النظر عن رأي الآخرين، اصنع بهجتك بنفسك وحافظ عليها، ولا تجعل خيول المجتمع ومعاييره تدهسها ذهابا وإيابا. 

أما لوسيوس سينيكا الذي توفي عام 65 بعد الميلاد فيعزف على الوتر نفسه، ولكن بصياغة أخرى، مؤكدا أن "الرجل الحكيم يسعد بما لديه بالفعل، ولا يتمنى ما لا يملكه". 

ولأن الأمريكي ديفيد هنري ثورو لم يكن مجرد فيلسوف عاش في القرن التاسع عشر، بل شاعر كذلك يتميز بثراء المخيلة، نجده يصيغ فكرته في صورة مجازية رائعة حين قال: "السعادة كالفراشة، كلما طاردتها فرت منك، لكن إذا شُغلت عنها بأشياء أخرى ستأتيك طائعة". 

أخبار ذات علاقة

4 طرق "بسيطة" لتعزيز السعادة بعد بلوغ الـ65

 أما جون ستيورات مل الذي عاش في القرن نفسه، وجمع بين الفلسفة والاقتصاد في فكره الرائد، فيؤكد أنه كي تحقق السعادة، فليس عليك سوى أن "تستمتع بتحقيق الحد الأدنى" من احتياجاتك / أحلامك / رغباتك، ولا تعذب نفسك بمحاولة تحقيق كل ما ترغب فيه. 

السعادة ليس وصفة سحرية في صندوق بقاع المحيط.. إنها أمامك على الطاولة في صالون المنزل، عليك فقط أن تراها، ثم تمد يدك كي تلتقطها. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC