عاجل

ترامب: هاريس لم تفعل شيئاً لمكافحة معاداة السامية، والجامعات أصبحت أماكن خطيرة على الطلاب اليهود

logo
منوعات

نصوص للبيع.. هل تريد أن تكون شاعراً أم روائياً؟

نصوص للبيع.. هل تريد أن تكون شاعراً أم روائياً؟
شخص يحمل كتبا (تعبيرية)المصدر: أ ف ب
06 سبتمبر 2024، 11:13 ص

هل حاولتَ الكتابة وفشلت لأن موهبتك ضحلة؟ الحل يسير جدًّا، يمكنك شراء دواوين الشعر أو الروايات وغيرها، من مولات النصوص التي بدأت إعلاناتها تغزو الإنترنت!

يوجد أجنحة للشعر العمودي، وأخرى للتفعيلة وقصيدة النثر، أما إذا كنت من هواة القصة القصيرة، فيوجد مقاسات للسن المحيّر و"الإكس لارج"، مع موديلات رجالية ونسائية من النصوص المفتوحة! المسألة ليست نكتة، ولكنها اليوم تظهر للعلن.

اشتُهر في الوسط الأدبي، نوع آخر من بيع النصوص، لشاعرات اكتشفن مواهبهن بعد التقاعد، فلجأن إلى مصادقة كتّاب يتولون كتابة القصائد عنهن، مقابل مكاسب معينة.

ولا تبدو بعض المنابر الإعلامية بريئة من صفقات نشر النصوص لكتّابٍ استنادًا لحسابات شخصية، ولكاتبات ضعيفات الموهبة، لقاء ثمن مادي أو نفسي.

مرض ثقافي وأخلاقي

الشاعر المصري فتحي عبد السميع، يسمّي هذه الظاهرة بالمرض الثقافي، الذي يعكس مناخ الفساد والجهل بالأدب والكتابة.

يقول عبد السميع لـ"إرم نيوز": "شراء الأعمال الأدبية بالمال والمصالح، من أجل الحصول على مكانة مرموقة، متاجرة بالوهم، ودليل على الغباء والفساد السائد".

ويوافق الكاتب السوري محمد عزوز، على توصيف عبد السميع، ويربط الظاهرة بعصر الانحطاط الذي طال الأدب.

ويضيف لـ"إرم نيوز": "أحدهم، كان يطلب من الشعراء أن يكتبوا له القصائد، لينشرها باسمه، مقابل "كروز دخان" أو زجاجة مشروب، وقد صار هذا الشخص عضوًا في اتحاد الكتاب العرب!".

عمليات بيع النصوص، هي العار بفضائحيته كاملة، ويرى الشاعر السوري باسم سليمان، الذي يستغرب كيف يجرؤ بعضهم على القيام بهذا الفعل.

ويتابع: "المنتج الإبداعي شرف الكاتب، فهو مثل عود الكبريت، يشتعل مرة واحدة، ولكن هذا الزمن للولاعات التي تشتعل آلاف المرات!".

كتّاب موتى

يؤكد الأديب محمد عزوز كثيرًا من الأمثلة التي شهدها شخصيًّا، حول عمليات بيع النصوص، فيقول: "إحدى الشاعرات لم تكن تعرف كتابة الشعر الموزون، فتقرّبت من أستاذ لغةٍ عربية ليقوم بالمهمة، والآن أصبحت مشهورةً تُدعى إلى مهرجانات الشعر العربية".

وتبدو حالات البيع الفردية، هي المشجع لنشوء مواقع إلكترونية مختصة ببيع النصوص، فلولا وجود الزبائن وزيادة الطلب على المنتج الإبداعي، لما نشأت تلك المولات!

ويقول الشاعر فتحي عبد السميع: "أولئك لا يعرفون متعة الإبداع، عندما يكتب الشاعر قصيدة جميلة، فيتحرر من القيود، ويشعر أنه امتلك العالم، ذلك الشعور لا يمكن شراؤه أبدًا، أولئك كتّاب موتى".

المسرحي محمد الشعراني، تحدث عن ظاهرة حضور الكاتبات النساء، محدودات الموهبة والإبداع، بكثرة في مجلات الثقافة العربية.

وقال لـ"إرم نيوز": "إحداهن وُضِع اسمها في مهرجان شعري؛ بسبب نقص الشاعرات المشاركات، فكتب لها شاعر قصيدة مستعجلة كي تقرأها في الأمسية، ولكن التجربة أعجبتها فقررت أن تصبح شاعرة، وهي اليوم مسؤولة عن مجلة ثقافية!".

أخبار ذات علاقة

الشعراء بالآلاف.. لكن القصائد نادرة

 

قصائد للبيع

ويتندّر الشاعر باسم سليمان على تلك الظاهرة، ويقول: "لنكن براغماتيين، أليس جيدًا تأمين هذه المواقع، زبونًا يشتري النص من صاحبه الأصلي، الذي يعاني الفاقة لا يسمع به أحد، إلا عندما ينعيه اتحاد الكتاب؟".

انتشار ظاهرة بيع النصوص، عن طريق مواقع مختصة أو بوساطة الأفراد، يؤكد الحالة المادية الصعبة للكتّاب، الذين يؤلفون النصوص في الظل، ليمتلكها غيرهم، مقابل مبلغ زهيد من المال.

ويضيف سليمان: "الكاتب الحقيقي يعاني النشر في مجلات لا تدفع بدلًا من الشعر أو القصة، مثلما يكابد مع دور النشر التي لا ينال منها شيئًا، رغم مشاركتها في المعارض الخارجية وبيعها الكتب بسعر مرتفع".

ولكن الشاعر عبد السميع، يرى أن ما يُكتب ويباع، لا يصنع مكانةً، ويضيف: "الأعمال التي تباع سطحية وزائفة وغير أصيلة، فهي تُكتب على مقاس المشتري ودماغه الصغير، ولا تصنع مجدًا للشاري".

معالجة حالات البيع الفردية تبدو صعبة؛ لأنها تتم بعيدًا عن الأضواء، ولكن إغلاق المواقع التسويقية التي تبيع النصوص، أمر ملح، لا بد أن تتبناه الدول في سياساتها الثقافية، وحتى يحصل ذلك، ستعيش الكتابة أسوأ أيامها للأسف!

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC