قصف عنيف على خان يونس جنوبي قطاع غزة
في عصر الهواتف الذكية، والتسوق الإلكتروني، لن يُعجزنا إجراء عمليات شراء كبيرة دون مغادرة منازلنا، فمواقع مثل "تيك توك" و"إنستغرام" تساعد المستهلكين على الإنفاق ببضع "نقرات" فقط، ما يجعل المشتريات "المندفعة" أكثر سهولة من أي وقت مضى.
لكن هل هذه الاندفاعات تجعلنا سعداء؟
وفقًا لجاك هوارد، مدير قسم الاستقرار المالي في "ألاي فاينانشال"، فإن العديد من المستهلكين يشعرون بالندم بعد الشراء، رغم أن العملية تبدو مشبعة للحظة.
وللتغلب على هذا الندم، ظهرت حركة "مضادة" جديدة تُعرف باسم "التسوق البطيء"، وهي تشجع المتسوقين على اتخاذ قرارات شرائية بعد تفكير أكثر.
وكما توضح خبيرة الميزانيات أندريا وروش، فإن هذا الاتجاه يدعو المستهلكين إلى التفكير مليًا في احتياجاتهم قبل الشراء، مع التركيز على "الجودة" بدلاً من الكمية.
الفوائد المالية والنفسية
تتمثل الفائدة الأساسية للتسوق البطيء في تجنب المشتريات المندفعة، والتي غالبًا ما تكون مدفوعة بالعواطف أو الخوف من فقدان العروض، كما تقول وروش. وتضيف أن هذه الممارسة تتيح للناس مقارنة الأسعار، والبحث عن خصومات، وانتظار الصفقات الجيدة، مما يساعد في الحفاظ على الميزانية، وتقليل الديون.
كذلك، يشير بريان ستاينر، المدير التنفيذي لمؤسسة "لايف هابنز"، إلى أن التسوق ببطء يمنحك الوقت لتقييم نفقاتك، وتحديد أولوياتك المالية، سواء كنت تخطط لشراء سيارة أو حتى رحلة سياحية. التسوق البطيء يعزز التفكير المدروس، ويجنّبك ضغوط "الشراء لتساير الموضة" التي تؤدي، غالبًا، إلى قرارات إنفاق غير مدروسة.
التسوق البطيء وأثر وسائل التواصل الاجتماعي
أشارت دراسة حديثة من “بريد فاينانشال” إلى أن 62% من جيل الألفية يعترفون بالإنفاق غير الضروري لمواكبة صيحات الإنترنت، و79% منهم يرون أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر في مشترياتهم المندفعة.
وهنا يبرز دور التسوق البطيء في كسر هذه العادة الضارة. يضيف هوارد أن ممارسة "التسوق الواعي" لا تقلل فقط من الإنفاق غير المدروس، بل تساعد أيضًا في التخلص من القلق المالي الناتج عن الشعور بالندم بعد الشراء.
كيفية البدء بالتسوق البطيء
إذا كنت ترغب في تجربة التسوق البطيء، ينصحك الخبراء بالبدء في مجال معين من نفقاتك، مثل الملابس أو مستلزمات العناية الشخصية. حدد ما تحتاجه، قارن الأسعار، وانتظر حتى تتأكد من أن الشراء مناسب لميزانيتك.
جاك هوارد يقترح أيضًا اتباع "قاعدة الـ48 ساعة"، وهي الانتظار لمدة يومين على الأقل قبل إجراء أي عملية شراء كبيرة، حتى تتاح لك الفرصة للتفكير مليًا.
في النهاية، التسوق البطيء هو وسيلة للتحكم في إنفاقك، وتعزيز سعادتك، فهو يمنحك الوقت للتفكير فيما إذا كانت المشتريات تلبي احتياجاتك الحقيقية.
