قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
تحل هذه الأيام ذكرى الفنان المصري محمود عبد العزيز الذي رحل عن عالمنا في 12 من نوفمبر عام 2016 عن عمر ناهز 70 عامًا، بعد ما يقارب من نصف قرن من الإبداع قدم خلاله عددًا من الأعمال الخالدة في الوجدان، التي حفرت عميقًا في قلوب أجيال متعاقبة.
ورغم أن لقب "الساحر" الذي اشتُهر به عبد العزيز يعود بالأساس إلى فيلم "الساحر" الذي قدمه عام 2001 وجسد فيه شخصية أب من طبقة شعبية، يعاني في تربية ابنته المراهقة ذات الشخصية العنيدة، إلا أن انتشار اللقب كان يؤشر من ناحية أخرى على طبيعة المكانة التي احتلها في الدراما والسينما.
اتسم عبد العزيز بخفة ظل استثنائية، استقاها من طبيعة مسقط رأسه، وهو مدينة الإسكندرية حيث يشتهر "الإسكندرانية" عمومًا بالروح الساخرة، والقدرة على التقاط المفارقة و"القفشات" الساخنة، وهو ما تجلى في معظم أدواره التي كانت الكوميديا قاسمًا مشتركًا فيها، لا سيما أفلام مثل " الكيت كات " و" جري الوحوش" و" الشقة من حق الزوجة" و"سوق المتعة".
ولد الفنان الراحل في 4 يونيو عام 1946 بحي "الورديان" بالمدينة الساحلية العريقة، وتخرج في كلية الزراعة، جامعة الإسكندرية، عام 1966، وهي الكلية نفسها التي تخرج فيها عدد من الفنانين في تلك الحقبة مثل سمير غانم والمخرج محمد فاضل.
لفت الأنظار إلى موهبته بقوة في عالم الدراما التليفزيونية عام 1973 من خلال مشاركته في مسلسل "الدوامة"، مع محمود ياسين، وإخراج نور الدمرداش، الذي مهد لانطلاقته السينمائية الكبرى في العام التالي عبر فيلم "الحفيد" ، بطولة عبد المنعم مدبولي وكريمة مختار، وبمشاركة نور الشريف وميرفت أمين.
ويعد الفنان الراحل من أشهر نجوم دراما الجاسوسية والمخابرات في تاريخ الفن العربي، إذ وافق في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، على تقديم شخصية رأفت الهجان للكاتب صالح مرسي بعد أن رفضها الفنان عادل إمام، ليحقق المسلسل الذي عُرض في ثلاثة أجزاء نجاحًا منقطع النظير في الشارع المصري، وتعد بصمة كبرى لعبد العزيز.
وبدأت رحلة محمود عبد العزيز مع المخابرات من خلال فيلم "إعدام ميت"، إنتاج 1985 وبمشاركة فريد شوقي وبوسي ويحيي الفخراني، إخراج علي عبد الخالق، الذي قدم فيه شخصيتي ضابط المخابرات عز الدين، والجاسوس منصور الطوبي.
ويعد الفنان محمود عبد العزيز من الفنانين القلائل في تاريخ مصر، الذين قدم لهم جهاز المخابرات العامة المصرية نعيًا في رحيلهم، مشيدًا بدوره الكبير في نشر الوعي الوطني.
وجاء في نعي الجهاز الذي نُشر بصحيفة "الأهرام": "محمود عبد العزيز الفنان الذي أثرى بفنه العديد من الإبداعات، والذي جسد بصدق بطولات أبناء الوطن عبر إخلاصه وقدرته العظيمة، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وللأسرة خالص العزاء".