ترامب وماسك يعيدان "حصن الذهب الأسطوري" إلى الواجهة.. فما قصته؟ (فيديو)

عاد السؤال القديم حول الحصن الأسطوري "فورت نوكس" في ولاية كنتاكي إلى واجهة الأخبار مجدداً، حيث أصبح موضوعاً مثيراً للجدل، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دعا للتحقق من وجود الذهب في المستودع الشهير.

وقال ترامب يوم الإثنين: "نحن في الواقع ذاهبون إلى فورت نوكس لنرى إن كان الذهب هناك، لأنه ربما قام شخص ما بسرقة الذهب. كميات هائلة من الذهب".

 وأثار هذا التصريح صدى واسعاً، حيث انضمت إلى تلك الدعوة شخصيات بارزة مثل الملياردير إيلون ماسك وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري راند بول، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن مصير الذهب المخزن هناك.

ورغم تأكيدات وزارة الخزانة الأمريكية بوجود الذهب وتنفيذ التدقيقات السنوية، لا تزال الشكوك تحوم حول سلامة هذا المخزون، ما يواصل إثارة التكهنات بشأن ما إذا كان الذهب ما زال موجوداً في فورت نوكس كما كان في الماضي أم لا.

وكتب  ماسك في منشور له على منصة "إكس": "من الذي يؤكد أن الذهب لم يُسرق من فورت نوكس؟ ربما هو هناك، وربما لا. هذا الذهب مملوك من قبل الشعب الأمريكي! نريد أن نعرف إن كان لا يزال هناك."

فورت نوكس

فورت نوكس هو خزنة آمنة للغاية تقع في منشأة عسكرية من حقبة الحرب العالمية الأولى، على بعد 56 كيلومتراً جنوب لويزفيل، أكبر مدينة في ولاية كنتاكي. 

سُمي المستودع على اسم هنري نوكس، أول وزير حرب أمريكي، وأُنشئ معسكر نوكس العام 1918 قبل أن يصبح قاعدة عسكرية دائمة، وتمت إعادة تسميته إلى فورت نوكس في ثلاثينيات القرن الماضي.

تم بناء المستودع، العام 1936، لتخزين احتياطيات الذهب المتزايدة التي كانت تدعم العملة الأمريكية. 

وفي العام 1937، استقبل فورت نوكس أول شحنة من الذهب، وبحلول العام 1941، كان يحتوي على 649.6 مليون أوقية من الذهب.

لكن فورت نوكس لم يكن مجرد مكان لتخزين الذهب، فخلال الحرب العالمية الثانية، كان يحفظ الوثائق الأساسية، مثل إعلان الاستقلال، والدستور، بالإضافة إلى ممتلكات ثمينة لحكومات أخرى.

كمية الذهب الحالية

وفقاً لدار سك النقود الأمريكية، يحتوي المستودع اليوم على 147.3 مليون أوقية من الذهب، أو ما يعادل 5000 طن. 
وهذا يشكل نصف احتياطيات الخزانة الأمريكية، بينما يتم تخزين البقية في منشآت آمنة أخرى في أنحاء البلاد.

تزن سبيكة الذهب القياسية في فورت نوكس حوالي 12.4 كيلوغراماً، وتم تحديد قيمة الذهب في السبعينيات عند 42.22 دولاراً للأوقية، ووفقاً للأسعار الحالية، فإن قيمته تصل إلى 428 مليار دولار، بحسب موقع "مايننغ".

آلية البناء

تم بناء المستودع باستخدام 16,000 قدم مكعب من الغرانيت، و4,200 ياردة مكعبة من الخرسانة، و750 طناً من الفولاذ المعزز، و670 طناً من الفولاذ الهيكلي، مما جعله حصناً هائلاً.

داخل المستودع، تحتوي الخزنة ذات الطابقين على جدران من الفولاذ المعزز بالخرسانة بسمك 21 بوصة. 

الباب الرئيس للخزنة، المقاوم للانفجارات، يزن أكثر من 20 طناً، ولا يعرف أي شخص بمفرده الإجراءات اللازمة لفتح الخزنة.
تتم حراسة المنشأة من قبل شرطة دار سك النقود الأمريكية، والقوة العسكرية الكبيرة في فورت نوكس، كما تضيف الأسلاك الشائكة وحقول الألغام طبقات إضافية من الحماية.

هل تم السماح للزوار بدخول المستودع؟

تصف دار سك النقود الأميركية المستودع بأنه "منشأة سرية"، ولديها سياسة صارمة تمنع الزيارات، حتى من قبل الرؤساء السابقين.

لكن في العام 1974، تم إجراء استثناء حيث تم فتح الخزائن أمام مجموعة من الصحفيين وأعضاء الكونغرس. 

كانت الزيارة التاريخية، التي تم تصويرها وبثها لاحقاً على التلفزيون، رداً على الشائعات التي تفيد باختفاء كميات كبيرة من الذهب بشكل غامض.

وربما تكون اتهامات ترامب وماسك تأتي في نفس الإطار لإجراء زيارة مماثلة.

بعد 4 عقود، قاد وزير الخزانة السابق ستيف منوشين وفداً من السياسيين من ولاية كنتاكي لزيارة الخزائن العام 2017.
قبل هذه الزيارات النادرة، كان الرئيس فرانكلين د. روزفلت هو الوحيد من خارج دائرة الحكومة الذي دخل الخزائن.