18 قتيلا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة
يحتفل قصر غارنييه في باريس بمرور 150 عامًا على افتتاحه، ليظل واحدًا من أروع المسارح في العالم وأحد أبرز رموز الثقافة الفرنسية.
ومنذ افتتاحه في 5 يناير 1875، أصبح هذا المعلم التاريخي مقصدًا ثقافيًا وسياحيًا لا غنى عنه، إذ يستقطب أكثر من مليون زائر سنويًا.
قد يكون من الصعب تصديق أن فكرة بناء قصر غارنييه وُلدت نتيجة لاعتداء إرهابي؛ ففي 14 يناير 1858، تعرض الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته يوجينيا لهجوم بالقنابل أثناء توجههما لحضور عرض أوبرا في شارع "لو بيليتييه" بباريس، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
ودفع هذا الحادث نابليون الثالث إلى اتخاذ قرار ببناء دار أوبرا جديدة في موقع أكثر أمانًا.
وفي نهاية عام 1860، أُطلقت مسابقة دولية لاختيار تصميم المبنى، شارك فيها 171 مهندسًا معماريًا. وفاز بها المهندس الشاب شارل غارنييه، البالغ من العمر 35 عامًا، الذي كان قد حاز سابقًا على "جائزة روما الكبرى" في الهندسة المعمارية.
وبدأت أعمال البناء في عام 1861، لكنها تعطلت مرارًا بسبب الحرب الفرنسية-البروسية، فقد استُخدم المبنى قاعدةً عسكرية ومخزنًا للإمدادات.
وفي عام 1867، كُشف عن واجهة القصر للمرة الأولى، فأذهلت الباريسيين بجمالها الذي مزج بين الكلاسيكية والفخامة الباروكية.
ورغم وفاة نابليون الثالث وسقوط الإمبراطورية الثانية، أصرّ غارنييه على الاحتفاظ بالأحرف الأولى من اسمه على واجهة القصر. وفي عام 1873، أدى حريق ضخم إلى تدمير الأوبرا القديمة، مما عجّل بإتمام البناء. واستغرق المشروع قرابة 15 عامًا وكلف 36 مليون فرنك ذهبي (ما يعادل 329 مليون يورو اليوم).
وفي 5 يناير 1875، افتُتح القصر رسميًا بحضور 2000 شخصية بارزة من أنحاء أوروبا، في احتفال وُصف بأنه "أهم حدث اجتماعي في باريس"، إذ أحدث تصميمه الفخم ثورة في تقاليد الحياة الثقافية.
وإلى جانب قيمته الفنية والمعمارية، يرتبط قصر غارنييه بالعديد من الأساطير، أبرزها "شبح الأوبرا"، التي استوحى منها الكاتب غاستون ليرو روايته الشهيرة عام 1910.
ويُقال إن الإمبراطورة يوجينيا عند رؤيتها للتصميم اعترضت قائلة: "ما هذا الأسلوب؟"، فرد عليها غارنييه: "إنه أسلوب نابليون الثالث، ولن تشتكي منه بعد الآن".
ولا يزال قصر غارنييه يذهل زواره من مختلف أنحاء العالم، محتفظًا بجماله المعماري وثرائه الثقافي، ليبقى واحدًا من أعظم المسارح في التاريخ.