الخارجية السعودية: ندين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى
يعتبر "كعك العيد" جزءاً أساسياً من الموروث الثقافي المصري، حيث تحرص الأسر على تحضيره في عيد الفطر من كل عام.
ورغم أن العناية بكعك العيد قد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالفاطميين، إلا أن باحثين مصريين يؤكدون أن الدولة الإخشيدية كانت سابقة لهم في هذا المجال.
ويعتقد العديد من المؤرخين أن صناعة كعك العيد بدأت في مصر الفرعونية، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الفاطميين كانوا أكثر من اهتموا بهذا التقليد، إذ أنشؤوا "دار الفطرة"، وهي إدارة حكومية تهتم بتجهيز الكميات الكبيرة من الكعك والحلوى لتوزيعها على الفقراء في العيد، مع إنفاق مبالغ طائلة على هذه الدار.
ومع ذلك، يعتقد الباحث المصري حسن عبد الوهاب، في كتابه "رمضان"، أن الإخشيديين كانوا أول من أولوا اهتماماً بكعك العيد. وقد أشار إلى أن الوزير أبو بكر محمد بن علي المـادرائي في الدولة الإخشيدية قام بابتكار نوع من الكعك محشو بالدنانير الذهبية، وكان يعرف باسم "افطن له"، وهو دليل على أسبقية الإخشيديين في هذه العناية.
وعلى الرغم من هذا التنافس التاريخي بين الفاطميين والإخشيديين، فإن كلا الدولتين قد عملت على تطوير هذه الصناعة التي أصبحت جزءاً من الهوية الثقافية في مصر.
ومن بين أبرز الأدلة على ذلك هو شهرة طباخي الفاطميين في إعداد الكعك، وهو ما أثمر عن ظهور كعك "حافظة"، الذي ظل يُحضر حتى في العصور الأيوبية.
وقد استمر هذا التقليد على مر العصور، حيث ظل المصريون يعتنون بكعك العيد، ويعتبرونه من ألوان الترفيه والمشاركة الاجتماعية في العيد. وقد وصف محمد بن السعودي الخياط، أحد سكان القاهرة في القرن الـ14، عادة تبادل كعك العيد بين الجيران في عيد الفطر.
واليوم، لا يزال المصريون يتفاخرون بإجادة صنع الكعك، ويستمرون في إهدائه لبعضهم البعض، في احتفال شعبي يعكس حبهم للتقاليد، ويجسد تاريخاً طويلاً من الاهتمام بهذا الموروث.