الخارجية الأمريكية: المناورات الصينية في مضيق تايوان تعرض أمن المنطقة للخطر
رحل السيناريست والكاتب الشهير بشير الديك عن عالمنا، اليوم الثلاثاء، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ 80 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا على صعيدي السينما والدراما، بمسيرة إبداعية تمتد لأكثر من نصف قرن.
ولد بشير الديك بمحافظة دمياط عام 1944، وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1966، لينطلق بعدها إلى مسيرة الكتابة الأدبية، حيث بدأ بكتابة القصص ونشرها في مجلات وصحف ودورات أدبية مختلفة، لحين دخوله معترك الكتابة السينمائية أواخر السبعينيات من القرن الماضي.
مثل فيلم "مع سبق الإصرار" للمخرج الراحل أشرف فهمي، باكورة تجارب السيناريست بشير الديك السينمائية عام 1978، بينما شهدت ثنائية تعاونه مع المخرج الكبير عاطف الطيب، نقطة التميز الحقيقية التي لفتت الأنظار نحو مؤلفات الديك السينمائية، من خلال عدة تجارب ناجحة بدأت بفيلم "سواق الأتوبيس" عام 1982 وانتهت بـ"ليلة ساخنة" في 1994، وبينهما أعمال أخرى من ضمنها "ضد الحكومة" و"ناجي العلي" للراحلين أحمد زكي ونور الشريف.
كما أضاف تعاون بشير الديك والمخرج الراحل محمد خان من خلال فيلمي "موعد مع العشاء" و"الحريف" في عامي 1981 و 1983، لمسة إبداعية حملت رؤية إخراجية مختلفة عن الثنائية الفنية التي جمعته بالمخرج عاطف الطيب.
وبحسب آراء نقدية مصرية، فإن السيناريست بشير الديك كان شاهدًا وشريكًا لنجاحات الجيل الذهبي للسينما المصرية، بتجارب فنية مهمة ومحورية، بينهم الفنان أحمد زكي الذي تعاون معه بعدة أفلام سينمائية، من بينها: "ضد الحكومة"، "موعد مع العشاء"، "حسن اللول"، "النمر الأسود"، "نزوة".
كما تعاون مع الفنان نور الشريف بأكثر من 5 أفلام سينمائية، من بينها: "سواق الأتوبيس"، "ناجي العلي"، "أيام الغضب". كما تعاون مع الراحل محمود ياسين بأكثر من 6 أفلام، من بينها: "المحاكمة" و "أشياء ضد القانون".
وكانت سنوات نشاط بشير الديك شاهدة على مشاركات مهمة لكبار نجوم التمثيل بمؤلفاته السينمائية والدرامية، أبرزهم حسين فهمي ومحمود عبدالعزيز وفريد شوقي ويسرا وآخرون.
ولم يجمع الكاتب بشير الديك والفنان عادل إمام سوى فيلم واحد فقط هو "الحريف"، وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت الفيلم خلال سنوات سابقة من قبل آراء نقدية مُقارنة بأعمال سينمائية أخرى مهمة لعادل إمام، إلا أن أصواتًا إعلامية ونقدية عدّت الفيلم من أهم أفلام الزعيم السينمائية التي لم تحصل على حقها في الإشادة.
وكتب الراحل بشير الديك أهم أعمال الفنانة نادية الجندي السينمائية خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، حيث تعاونا في أفلام "الضائعة"، و"عصر القوة"، و"شبكة الموت"، و"الإرهاب"، و"امرأة هزت عرش مصر"، وبفيلمي الجاسوسية "مهمة في تل أبيب" و"الجاسوسة حكمت فهمي" التي تصدرت بهما نادية الجندي إيرادات شباك التذاكر في سنوات سابقة.
وفي سياق الأعمال الفنية التي ناقشت قضايا الجاسوسية، شهدت الفترة من عام 2008 إلى 2011 بزوغ تلك النوعية في الدراما المصرية من خلال ثنائية جمعت الكاتب بشير الديك والمخرج نادر جلال في مسلسلات "ظل المحارب" بطولة الراحل هشام سليم، و"حرب الجواسيس" لمنة شلبي وباسم ياخور والممثل السوري تيم حسن.
وكان قد سبق تلك الأعمال في سياق دراما الجاسوسية مسلسل "الحفار" عام 1996 الذي تناول توغل القوات الإسرائيلية في شبه جزيرة سيناء للتنقيب عن البترول وتسليط الضوء على فترة حرب الاستنزاف، وفق مواقع مُختصة بتوثيق قصص الأعمال الفنية.
ويُذكر أن الفنان محمد رمضان أعلن قبل نحو خمسة أعوام، عن تعاون مرتقب يجمعه بالكاتب الكبير بشير الديك، بمسلسل يحمل اسم "الإمبراطور" عن حياة الفنان أحمد زكي، مُعلنًا فيما بعد عن توقف العمل دون توضيح أي أسباب.
ويُشار إلى أن الكاتب والسيناريست الراحل بشير الديك قدم قرابة 70 عملًا فنيًا متنوعًا بين السينما والدراما، ويُعد مسلسل "الطوفان" هو آخر أعماله الدرامية عام 2017، بينما فيلم الرسوم المتحركة "الفارس والأميرة" في 2019 هو آخر أعماله في السينما، حيث شارك فيه بالأداء الصوتي نُخبة من الممثلين من بينهم محمد هنيدي، ودنيا سمير غانم، ومدحت صالح، وآخرون.
