الدفاع الروسية: تصدينا لهجوم أوكراني على حقل للغاز في القرم
في قلب الصحراء الجزائرية تختبئ واحدة من أروع الكنوز الحضارية التي حملت عبق الإمبراطورية الرومانية.. إنها تيمقاد المدينة العتيقة التي استعادتها الذاكرة بعد ألف عام من التواري تحت الرمال.
وتُعد من أروع الشواهد على الفن المعماري الروماني في إفريقيا.
تأسست تيمقاد عام 100 ميلادي على يد الإمبراطور الروماني تراجان لأغراض عسكرية ودفاعية، لكنها سرعان ما تحولت إلى مركز حضاري نابض بالحياة.. فالمدينة مليئة بأقواس النصر، والحمامات الشعبية، والمكتبات العامة، ما جعلها وجهةً ثقافية استثنائية في تلك الحقبة.
تيمقاد التي تقع جنوب شرقي ولاية باتنة في الجزائر وتبعد مئات الكيلومترات عن العاصمة، كانت مخفية عن الأنظار لقرون بسبب العواصف الرملية والفيضانات، حتى اكتشفها العالم الإسكتلندي جيمس بروس في عام 1765، وفي القرن التاسع عشر استغلت القوات الفرنسية موقعها الاستراتيجي وجعلت منها قاعدة عسكرية.
تُعرف المدينة أيضًا باسم "ثاموقادي" نسبة إلى شقيق الإمبراطور تراجان، قبل أن يتحول اسمها إلى "تيمقاد" الذي يعني في اللاتينية "رغد العيش" أو "الحياة الهانئة"، وقد سميت أيضًا بـ"موطن قدامى المحاربين" حيث كان الإمبراطور يمنح الجنود المسرَّحين أراضي في المدينة كل عامين.
تحتوي تيمقاد على معالم مذهلة جعلت منها واحدة من أبرز المواقع في العالم، فهي تضم 14 حمامًا شعبيًا وأكثر من 200 لوحة فسيفسائية ونقوشًا جدارية تحمل نصائح حول النظافة ومتعة الحياة، مثل "اغتسل جيدًا"، و"الصيد والاستحمام واللهو والضحك... هذه هي الحياة".
من أبرز معالم المدينة قوس النصر المهيب، الذي يرتفع 12 مترًا من الحجر الرملي، والمسرح الروماني الذي يتسع لآلاف الأشخاص، إضافة إلى الأعمدة الرخامية الشامخة التي تزين معالم المدينة.
اليوم تعد تيمقاد مركزًا ثقافيًا مهمًا، إذ تحتضن مهرجانات موسيقية وفنية مثل مهرجان تيمقاد الدولي، لتظل المدينة تحتفظ بلمسة من المجد القديم وهي تنبض بالحياة وتواصل سرد قصتها عبر العصور.
