بعد 465 عامًا.. العثور على رفات الشاعر الفرنسي جواشان دي بيليه

على مدى قرون، حاول المؤرخون وعلماء الآثار العثور على جثة الشاعر الفرنسي "جواشان دي بيليه"، بلا جدوى، لكن الحلم تحقق مؤخرًا، بعد عثورهم على رفاته بعد 465 عامًا على وفاته تحت كاتدرائية "نوتردام" في باريس.

وأدَّى حريق كاتدرائية نوتردام، في العام 2019، إلى تدمير جزئي لجوهرة من التراث الفرنسي، لكنه أسفر عن اكتشافات رائعة، إذ تم إنقاذ جزء كبير من الهيكل والآثار، بينما سمحت أعمال الترميم بإجراء حفريات أثرية في الموقع، بحسب مجلة "Futura-Sciences" العلمية الفرنسية. 

وخلال مؤتمر صحفي، قدَّم المعهد الوطني لبحوث حماسة الآثار الوقائية، تحديثًا حول تقدم الأبحاث، والتي تبدو مثمرة للغاية: "تم العثور على قبرين يضمان رفات شخصين، ويُعتقَد أن أحدهما يعود إلى الشاعر الفرنسي جواشان دي بيليه".

ويُعتبر جواشان دي بيليه واحدًا من أهم الشخصيات في اللغة الفرنسية، ووُلد العام 1522، في أنجو، وكان جزءًا من التألق الثقافي لعصر النهضة تحت وصاية فرانسوا الأول. 

ومع شعراء بارزين آخرين، مثل: بيير دو رونسار، وريمي بيلو، أسس جماعة "لا بلايد"، التي تهدف إلى تحسين اللغة الفرنسية، وتعزيز تفوقها مقابل اللاتينية المتراجعة. 

وتوفي جواشان دي بيليه، في ليلة 1 إلى 2 يناير/كانون الثاني 1560، بعد تعرضه لجلطة دماغية بعد عدة سنوات من المرض، ووفقًا لرغبته، تم دفنه في كنيسة سان كريبان المجاورة لنوتردام. 

 وعلى الرغم من عمليات البحث في الكتدرائية، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من العثور على جثة الشاعر، حتى ظنوا أنها نقلت إلى مكان آخر، لكن الحريق الأخير كشف عنها.

وكانت مهمة الباحثين تحديد أي شخصية شهيرة دُفنت في نوتردام، ومن خلال دراسة سجلات تشريح جثة جواشان دي بيليه، لاحظ علماء الآثار تشابهات بين المرض الذي تسبب بوفاة الشاعر والأعراض التي عانى منها الشخص المجهول الموجود في القبر الثاني في الكاتدرائية.

وكان "جواشان دي بيليه" فارسًا ماهرًا، مما يتماشى مع الملاحظات الحديثة، كما أن عمر الشخص وجنسه والتواريخ تتطابق أيضًا.