قتيلان ومصاب إثر قصف مسيرة إسرائيلية حي تل السلطان في مدينة رفح
من كوميديان شاب إلى قائد حرب عالمي، قصة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هي واحدة من أكثر القصص تأثيرًا في التاريخ الحديث.
ويستعرض هذا الفيلم الوثائقي، الذي عرض على قناة فرانس 5، حياته بشكل غير مسبوق، من بداياته في المسرح إلى وصوله إلى السلطة وسط حرب ضروس مع روسيا. كيف تحول هذا الرجل الذي أصبح رمزًا للمقاومة؟ اكتشف الإجابة في "زيلينسكي: ثمن المقاومة".
وفي مساء عام 1999، على القناة العامة الروسية الأولى، وقف كوميديان أوكراني شاب أمام الحشد وقال: "هل تلاحظون أنني أتحدث إلى شخص، مصيرنا ومصير أوكرانيا، يعتمد عليه؟" الجمهور بدأ يضحك بالفعل، فقد كان هذا الكوميديان، مع فرقته المسرحية التي تجمع بين الفكاهة والتفكير المتمرد، قد أصبح نجمًا في برنامج KVN الكوميدي الشهير الذي يعرض في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق.
ومن خلال الكاميرا، وجَّه الكوميديان نظره إلى أحد أبرز الحضور في تلك الليلة قائلًا: "أقصد فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين!" كانت القاعة ممتلئة بالتصفيق الحار. كان اسمه فولوديمير زيلينسكي.
وبعد خمسة وعشرين عامًا، أصبح مصير زيلينسكي ومصير بلاده مرتبطًا بالفعل بالزعيم الروسي: فقد أصبح هذا السكتش البريء يبدو كتحذير تنبؤي مرعب.
كيف تحول هذا الكوميديان، الذي نشأ في مدينة كريفي ريه الصناعية الأوكرانية، إلى قائد دولة يتحدى فلاديمير بوتين في وسط أكبر غزو عسكري تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية؟ من خلال مقابلات مطولة مع زيلينسكي وأصدقائه المقربين وعائلته، يُظهر الفيلم الوثائقي "زيلينسكي، ثمن المقاومة" مصير هذا الرجل الاستثنائي، الذي يتميز بالشخصية المتعددة التي تجمع بين الطموح، والمثابرة، والتفاؤل الذي لا ينتهي.
وأُنتج هذا الوثائقي من قبل مايكل والدمن ولويس لي راي ضمن برنامج "العالم من أمام" على قناة فرانس 5، ويقدم صورة حميمية لشخصية غريبة الأطوار أصبحت رمزًا للمقاومة ضد الإمبريالية الروسية لبوتين.
وتم تصوير الوثائقي خلال بضع زيارات إلى أوكرانيا، في وقت كانت فيه الحرب مشتعلة. يقدم الوثائقي وصولًا نادرًا إلى كواليس السلطة، حيث يتحدث الرئيس زيلينسكي والسيدة الأولى أولينا زيلينسكا بصراحة. يقدم الوثائقي رؤية جديدة للوضع الجيوسياسي الحالي.
ومن خلال الشهادات والأرشيفات، يعيد الفيلم تذكيرنا بقوة الإقناع، والمعتقدات، ولكن أيضًا الفكاهة والمهارات التواصلية لزيلينسكي الذي كان أدى دور الرئيس الأوكراني في مسلسل خادم الشعب من 2015 إلى 2019، قبل أن يُنتخب هو نفسه رئيسًا للبلاد.
وفي ذلك الوقت الصعب (رئاسة فيكتور يانوكوفيتش الموالية لروسيا، القمع الدموي لثورة ميدان، وضم شبه جزيرة القرم)، خلط زيلينسكي بين الواقع والخيال وأصبح خطابه المناهض للفساد والموالي لأوروبا جزءًا من شخصيته".
وعندما عُرضت أول حلقة من الموسم الأول، بدأ الجميع ينظر إلى زيلينسكي بشكل مختلف... بدأ يتخذ أبعادًا جديدة في نظر الناس." من كونه كوميديانًا، أصبح زيلينسكي قائد رأي عام. في عام 2019، دون أن يخبر زوجته، قرر الترشح للرئاسة.
وتستمر القصة التي نعرفها الآن، إذ يستعرض هذا الوثائقي الأحداث خطوة بخطوة، موضحًا بدايات رئاسة زيلينسكي، محاولات التفاوض في باريس مع بوتين (الذي التقى به لمرة واحدة فقط، باستثناء مشهد KVN)، الأيام الأولى للهجوم المفاجئ في عام 2022، وآثاره المتعددة، والقرارات التي تم اتخاذها.
ويكشف الوثائقي عن القصة من وجهة نظر رجل عظيم تمكّن من الحفاظ على الكرامة، والمثابرة، والثقة في أسوأ الأوقات التي قد يمر بها أي شعب.
