الاتحاد الأوروبي مستعد لتعليق تعرفاته إذا وافقت واشنطن على اتفاق "عادل"

logo
منوعات

"السّليقة السورية".. طقس تراثي من المحبة والبركة

"السّليقة السورية".. طقس تراثي من المحبة والبركة
طبق من السليقة السوريةالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
20 يوليو 2024، 12:43 ص

يتداول كثير من السوريين مقولة مفادها أنه "من وقت ما صرنا نشتري البرغل بالكيلو من الدكاكين، وصار البرغل إلو ماركة ما عدنا شبعنا المجدرة"، هذه الحال فرضتها الحرب المستعرة منذ 13 عاماً، بعدما كانت العائلات السورية، تكدِّس في بيوت المونة، ما يكفي حاجتها من الطحين والبرغل لسنة أو أكثر.

ورغم ظروف الحرب، إلا أن ارتباط السوريين بالقمح ما زال على أشده، إذ يحتفون بمواسمه وزراعته وحصاده تيمُّناً بالطقوس القديمة، وتكريماً لهذه النبتة ورمزيتها الدالة على الخير والوفرة، حتى أن هناك الكثيرين ما زالوا يواظبون على طقس "السليقة" باعتباره عادة سنوية تراثية، تبدأ بعد موسم الحصاد، وتؤمن الأُسر من خلالها حاجتها من القمح بحبته الكاملة، والطحين، والبرغل المجروش والناعم، لصناعة أطيب الأطباق، من الكبة إلى المجدرة إلى المليحي والفريكة والهريسة والمتبلة والبرغل بحمُّص.

أخبار ذات علاقة

رشا.. أول سائقة توك توك وتاكسي في سوريا "تقاتل لتربية أبنائها"

ومن المعروف أن لذاك الطقس أعرافه وقوانينه، التي تبدأ بتحضير الحلّة، وهي قِدْر كبير من المعدن يستخدم لسلق القمح، ويجمعون الكثير من الحطب لإيقاد النار تحته، يوضع القمح في الحلّة ويُضاف إليه الماء حتى يغمره، ويشعلون النار وينتظرون الماء حتى  تغلي، وطبعاً يتم فرز القمح القاسي المميز بحبته الكبيرة ولونه المائل إلى الذهبي من أجل البرغل، بينما القمح الطري بحباته الصغيرة فيُستخدم من أجل القمح. 

قبل ذلك، تجتمع النسوة والأطفال لمساعدة بعضهم في تنقية القمح أو ما يسمى باللهجة السورية "التَّصويل" والذي يعني إزالة الحصى والتراب والشوائب العالقة به، لينقل بعدها بواسطة سلال من القش إلى الحلّة، وبعد إشعال النار تستغرق عملية السلق ما يقارب الساعتين ونصف، ثم يغطَّى القدر بقطعة قماش فترة من الزمن كي يختمر القمح ويكتمل نضج حباته على البخار، وبعدها تقوم النسوة بنشره تحت أشعة الشمس كي يجفَّ، ويحتاج تقريباً إلى يومين، ليُعبأ بعدها بأكياس، ويرسل إلى الطواحين لطحنه دقيقاً وبرغلاً. 

وما إن يصل لمرحلة الاستواء يتم تحضير صحون للجيران والأطفال الذين يرشون فوقه قليلاً من السكر ويأكلونه داعين بمباركة الموسم ومباركة أراضيهم وجهدهم، وخلال ذلك تبدأ النسوة كبار السن بغناء بعض الأهازيج التي تعبر عن الحال التي وصلت إليها البلاد والعباد، والمتعلقة بطقس السليقة ومنها مثلاً: 

"الدنيا شو صعبة وضيقة.. الزعتر صاير ترويقة/ ردو الحلّة يا جيران.. الليلة في عنّا سليقة/ حطو بالحلة عرانيس.. وجيبو معكن هالسلّة/ وضوو بالليل فوانيس.. وعمي بالقفّة يملّي/ لاتنسو تعبّوا الصحون.. وطعمو وليدات الحارة/ ياجاري عليي بتمون.. أهلا وسهلا يا جارة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC