مستشار الأمن القومي الأمريكي لـ"فوكس نيوز": أعتقد أن نقل الفلسطينيين خارج غزة فكرة "عملية للغاية"
يحظى مسجد عمرو بن العاص بالعديد من الألقاب التي تعكس مكانته الرفيعة في التاريخ الإسلامي منها "تاج الجوامع" و" المسجد العتيق" و"جامع الفتح" و"مسجد أهل الراية"، فهو ثاني مسجد بُنى بمصر وأفريقيا عام 21 بعد الهجرة.
ولا يسبقه في هذا السياق سوى مسجد آخر لا يحظى بشهرة واسعة هو "سادات قريش" الذي بُنى قبله، خارج القاهرة، بثلاث سنوات فقط، ولا يزال باقيا حتى الآن بمدينة "بلبيس" التابعة لمحافظة الشرقية.
تم تشييد مسجد عمرو بن العاص على هامش الفتح الإسلامي لمصر بقيادة عمرو بن العاص الذي أنشأ حي "الفسطاط" ليكون مقرا لجيش الفتح وجاء من ضمن مستلزمات المقر إقامة مكان للعبادة.
ورغم أن مكوناته الأولى اعتمدت على مفردات بسيطة مثل جذوع أشجار النخيل والجريد، إلا أنه يحمل حاليا الطابع الأصيل للعمارة الإسلامية.
وأسهم صحابة أجلاء في وضع اللبنات الأولى للمسجد مثل الزبير بن العوام وعبادة بن الصامت، كما ألقى في رحابه علماء بارزون مثل الإمام الشافعي دروسا، وكذلك خطب فيه "شيخ الإسلام" القاضي الجليل العز بن عبد السلام، وقدمت فيه "مفتية النساء"، أم الخير الحجازية، حلقات وعظ للسيدات.
واقتصر التخطيط العمراني للمسجد في نسخته الأولى المتقشفة على صحن مستطيل بطول لا يتجاوز 45 مترا وعرض لا يزيد على 27 مترا، ولم يكن يحظ بمئذنة أو محراب أو زخارف ونقوش تزين جدرانه، كما يبدو حاليا.
وعبر الحقب التاريخية المختلفة، تعرض المبنى لحرائق وهدم وفي كل مرة كان يعاد تشييده، على نحو يحافظ على صورته الأولى قدر المستطاع، مع تجديده وترميمه وتوسعته حتى تضاعفت مساحته مرات عديدة.
ويحظى المسجد بمكانة خاصة في قلوب المصريين الذين يتوافدون في أعداد ضخمة للصلاة فيه عبر ليالي شهر رمضان، لاسيما في الجمعة الأخيرة من الشهر الفضيل حيث يعج بآلاف المصلين الذين ينتشرون في ساحاته الخارجية ويتناثرون في الشوارع والأزقة المحيطة به.