logo
منوعات

عمالة الأطفال والنساء في سوريا تسجل أرقاماً قياسية

عمالة الأطفال والنساء في سوريا تسجل أرقاماً قياسية
25 فبراير 2024، 6:39 ص

أظهرت تقارير حديثة لمنظمة اليونيسيف، أن أكثر من 2.4 مليون طفل سوري لم يلتحقوا بالمدارس عام 2021، وأن أكثر من 1.6 مليون معرضون لخطر التسرب من التعليم باتجاه أسواق العمل، أو لأسباب تتصل بالحرب.

ورغم أن المنظمات الدولية لا تعتبر عمل المرأة ظاهرة سلبية، إلا أن المشاهدات العينية لملايين الأمهات والفتيات العاملات، تؤكد أن الأسرة السورية جنّدت كل قواها للحصول على لقمة العيش.

ويتكرر في معظم شوارع دمشق، مشهد النساء اللواتي يفترشن الأرصفة ويبعن الأغذية والمنتوجات الزراعية، أو المصنعة منزلياً، حتى نشأت أسواق كاملة مقتصرة على الباعة النساء.

ومن أقسى المهن التي يمارسها الأطفال والنساء، هي العمل في نبش حاويات القمامة، لجمع وفرز المخلفات البلاستيكية والورقية، بهدف بيعها لمعامل إعادة التدوير.



 الأطفال هم الأكثر تضرراً

ورغم أن قانون العمل رقم 17 الصادر عام 2010، يمنع تشغيل الطفل دون سن الخامسة عشرة، إلا أنه لم يطبق خلال الحرب وتداعياتها الاقتصادية، بسبب عجز الحكومة عن رفع مستوى الدخل، واضطرار معظم أفراد الأسرة لمساندة الأب الذي لا يتجاوز راتبه 20 دولاراً في الشهر.

ويقول الباحث زياد غصن لـ"إرم نيوز": "إن الأطفال هم الأكثر تضرراً خلال الحرب، فقد قتل الآلاف منهم وأصيب قسم كبير بالأوبئة أو انفجار الألغام، واضطر قسم كبير لترك المدرسة والعمل في مهن صعبة".

وسبق لمجلس الشعب السوري، أن أصدر عام 2020، قانوناً يمنع تشغيل الأطفال دون الخامسة عشرة أكثر من ست ساعات يومياً وبموافقة ولي أمره، وكان في ذلك يسمح بعمالة الأطفال رغم مخالفة القانون رقم 17 الصادر عام 2010.

أخبار ذات صلة

انتشار عمالة الأطفال.. وجه بائس آخر للحرب في غزة (صور)

           

ويقول الخبير غصن: "بناء على تقرير المركز السوري لبحوث السياسات عام 2020، فإن ثلثي أطفال سوريا يعيشون في فقر شديد، أجبرهم على امتهان أعمال قاسية، عدا عن التداعيات النفسية والاجتماعية التي تعرضوا لها".

وتشير تقارير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى أن 27 ألف طفل سوري قتلوا في السنوات العشر الأولى للحرب، وأصيب الآلاف بالألغام والأوبئة، وأن واحداً من كل ثمانية أطفال بحاجة لدعم نفسي؛ ما يجعل عمالة الأطفال نتيجة طبيعية لهذه الأرقام.

ماذا يقول جيل المستقبل؟

وتحرص الفتيات العاملات في نبش القمامة، على وضع اللثام، خجلاً من المهنة التي يزاولنها مضطرات.

 وتقول سلمى لـ"إرم نيوز": "أحلم أن أعيش كبقية الصبايا ويكون لدي صديقات في المدرسة، لكن هذا أشبه بالمستحيل".

ويقول أحمد إنه لم يأكل منذ ليلة البارحة، لكنه عندما يبيع علب الكرتون التي جمعها، سيشتري طعاماً يعود به إلى المنزل كي يتعشى مع أسرته!.

وسبق لوزارة التربية السورية أن قدرت نسبة تسرب الطلاب من المدرسة بنحو 22%، وهو رقم هائل في بلد اشتهر بمستوى التعليم المتقدم سابقاً.

ويضيف أحمد: "أحاول ألا يراني أصدقائي العائدون من المدرسة وأنا أجمع الكرتون من مكبات الزبالة، وأتمنى لو كنت معهم، لكن حالتنا المادية لا تسمح".

نساء عاملات

قرب الأسواق وأماكن الازدحام، تحاول النساء عرض بضاعتهن المصنوعة في المنزل، فهناك فلاحاتٌ من ريف دمشق يبعن مواد المؤونة المختلفة، بالإضافة إلى الأعشاب التي يقطفنها من الأرض خلال الربيع.

تقول أم محمد: "مات زوجي في الحرب، وترك لي ثلاثة أطفال من حقهم أن يعيشوا، ومن واجبي تأمين متطلباتهم".



وخلال سنوات الحرب، عملت المرأة السورية في مهن كانت مقتصرة على الرجال، مثل سائقة تكسي أو بائعة للشاي والقهوة، أو مساعدة للسائقين في باصات النقل الداخلي ضمن المدينة.

وتقول الباحثة الاجتماعية أليسار فندي لـ"إرم نيوز": "من حق المرأة أن تتعلم وتعمل وتثبت وجودها في المجتمع، لكننا اليوم أمام نساء يعملن حتى لا يموت أبناؤهن من الجوع".

رغم غياب الإحصائيات الدقيقة، إلا أن المشاهدات المباشرة تؤكد وجود أرقام غير مسبوقة لعمالة الأطفال والنساء السوريين الذين تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 90% منهم يعيشون تحت خط الفقر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC