ترتبط وجبات الطعام التي تعدها العُمانيات في جزيرة مصيرة العريقة، بالقمر الذي يحدد موعد صيد وجمع الصدف من الساحل، لاستخدامه مكوناً رئيساً في ما يطبخنه أيام بزوغ الهلال وعند اكتماله بدراً.
ففي بداية ومنتصف كل شهر هجري، وعندما يكون البحر في حالة جزر، تبرز الصخور الساحلية القريبة من الشاطئ مع رجوع أمواج البحر وانخفاض منسوبه، ما يتيح لساكنات الجزيرة الكبيرة صيد وجمع الصدف أو "الرحس" كما يسميه العمانيون.
وأظهرت صور للجزيرة، التقطها المصور العماني المحترف، هيثم الفارسي، كيف تواظب نساء الجزيرة الواقعة في بحر العرب، على جمع "الرحس" في مواعيد يحددها القمر كل شهر، قبل غسله من الرمل، ثم طبخه بالماء والملح ليصبح جاهزاً للاستخدام في إعداد وجبات طعام خاصة.
ويقول الفارسي إن مواطناته يستخدمْنَ "الرحس" في العديد من الوجبات، وبينها العرسية والبرياني، حيث يستفدْنَ من اللحم الذي يشكل الجزء الداخلي من الصدف.
ومع توفر الكثير من البدائل المعلبة والمصنعة في الأسواق، وإقبال النساء على ما هو سريع التحضير في الوجبات اللاتي يعددنها، فإن الحال يختلف في مصيره، حيث تنتشر نساء الجزيرة على طول ساحلها كلما أعلن القمر بداية ومنتصف شهر هجري.
وحظيت صور العمانيات اللاتي يعِشْنَ في الجزيرة ذات التاريخ العريق، بتفاعل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وزادت حكاية القمر والشهور الهجرية ومواعيد جمع الصدف من جمال المكان.
ومصيرة هي أكبر جزر سلطنة عمان وأكثرها شهرة، ويتوزع سكانها على عدد من القرى المنتشرة في الجزيرة التي تقول روايات التاريخ إنها كانت قاعدة للإسكندر المقدوني وقواته في حروبه القديمة.