الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صافرات الإنذار تدوي في مسغاف عام ومرجليوت على الحدود مع لبنان
تفتح صانعة المحتوى التونسية نوال بيزيد مجالا واسعا لمتابعيها للتعبير عن مواقف ومعاناة تؤرق حياتهم، من خلال إطلاق منصة "بودكاست" تبث منها سلسلة من الحلقات التي تغوص في مجال الصحة النفسية.
وتستلهم بيزيد مشروعها، من تجربة ذاتية عاشتها وأثّرت فيها ودفعتها إلى خوض التجربة بعيدا عن "الإعلام الرسمي"، ما أثار تعاطفا واسعا من متابعيها وخلق ثقة متبادلة معهم، كما تقول.
ونوال بيزيد هي منتجة محتوى إعلامي، أمضت 10 سنوات من العمل الإعلامي الإذاعي والتلفزيوني، وتتحدث في لقاء مع "إرم نيوز" عن تجربتها في إنتاج "البودكاست".
وقالت إنها تجد في "البودكاست"، "هامش تحرر من عائقين على الأقلّ، هما عائق الوقت وعائق الخط التحريري للمؤسسة الإعلامية التي تشتغل بها ومحور الموضوع المطروح ومدى حساسيته".
وتتيح هذه المنصة للمنتجة التونسية الشابة طرح قضايا لا يمكن الخوض فيها في وسائل الإعلام التقليدية، وفق تأكيدها.
واعتبرت بيزيد أنّ "موضوع الصحة النفسية متداول في العالم، ولكن لا يوجد بودكاست في تونس يتناول هذا الموضوع باللهجة المحلية التونسية".
إضافة لذلك، عاشت الشابة تجربة اكتئاب حاد دفعتها إلى أن تخوض هذه التجربة، مخاطبة جمهور متابعيها بشعار "ما لا تستطيعون قوله والتعبير عنه، سنتولى نحن قوله، والنصيحة التي لم تجدها، سنمدّك بها، فقط كُن بخير".
وتصف بيزيد طريقة عملها، إذ تدعو ضيوفها إلى استوديو التسجيل وتحاورهم "وكأنها تستقبلهم في بيتها" وتستمع إليهم ويتحادثون بشكل ودي، ما يدفع الضيوف إلى تقديم "اعترافات" أو ردود فعل بعد المرور بوضعيات صعبة كانوا قد عاشوها.
وتعتبر نوال بيزيد أنها "نجحت في خلق نقاش في المجتمع التونسي في قضايا لم تكُن تُطرح بمثل تلك الراحة وإن كانت طريقة الطرح لا تروق لكثيرين، ولا سيما طرح المواضيع الجنسية التي عادة ما يخجل كثيرون منها ويعتبرونها من المواضيع المسكوت عنها".
وتخلق مثل هذه المواضيع جدلا قد يتواصل لأشهر طويلة بعد بثّ الحلقة.
وتقول نوال بيزيد، إنه من باب المسؤولية الشخصية توجّه تنبيها إلى متابعيها من الذين لا يقدرون على متابعة الحلقات أو من يشعرون بحرج إزاء موضوع ما بألّا يتابعوا الحلقة أو أن يتصلوا بطبيب مختص لتوجيههم، موضحة أنها ليست طبيبة وأنّ مهمتها في النهاية أن تكون حلقة وصل وطرفا موجّها مصغيا للمشكلات ومخففا من حدتها على الناس.
