الاتحاد الدولي للصليب الأحمر يبدي "غضبه" إثر مقتل ثمانية مسعفين من الهلال الأحمر في غزة
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد إلقائه اللوم على الجهود البيئية الرامية لحماية سمكة دلتا سميلت، التي يُشار إليها بـ(سمكة يوم القيامة)، في تفاقم الحرائق التي اجتاحت لوس أنجلوس منذ أكثر من أسبوعين.
وجاءت تصريحاته عبر منصته "تروث سوشال"، قبل أن يكرّسها في مرسوم رئاسي وقّع عليه لدى عودته إلى البيت الأبيض، مطالبًا بإعطاء الأولوية "للمواطنين بدل الأسماك"، وإنهاء ما وصفه بـ"التطرف البيئي" في كاليفورنيا.
وأثارت هذه التصريحات انتقادات حادة من الأوساط العلمية، حيث أكد الخبراء أن العلاقة بين سمكة دلتا سميلت وإمدادات المياه في لوس أنجلوس محدودة للغاية.
ويرى المستشار القانوني في مجال التنوع البيولوجي جون بيوس، أن تصريحات ترامب تهدف إلى تحميل كائن ضعيف مسؤولية أزمات معقدة، قائلاً: "هذه محاولة لإيجاد كبش فداء لإلقاء اللوم على المشاكل المتفاقمة، مثل الحرائق والجفاف، وتحويل غضب الرأي العام نحو سمكة صغيرة".
ويؤكد الخبراء أن كاليفورنيا تواجه أزمة مياه متعددة الأبعاد، تعود أسبابها إلى التغير المناخي والجفاف والتوسع العمراني، وليس إلى تدابير حماية الأسماك.
ووفقًا للبروفيسور بيتر مويل، المتخصص في الأنواع المائية بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، فإن دلتا سميلت كانت وفيرة سابقًا، إلا أن تدهور موائلها بسبب النشاط الزراعي والتلوث أدى إلى تصنيفها منذ 1993 كنوع مهدد بالانقراض.
وعلى الرغم من أن ضخ المياه من الشمال إلى الجنوب يؤثر على موائل هذه السمكة، فإن إعادة توجيه التيارات المائية لحمايتها لا يؤثر بشكل يُذكر على إمدادات المياه في لوس أنجليس أو على إدارة الحرائق.
ووفقًا لبيانات رسمية اطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، والتي أظهرت ارتفاع مستويات المياه في الخزانات الرئيسة جنوب الولاية خلال شهر يناير.
ويرى عالم الاجتماع كالب سكوفيل من جامعة تافتس، أن دلتا سميلت أصبحت هدفًا سهلاً لبعض الشخصيات المحافظة؛ بسبب صغر حجمها وندرة معرفتها لدى عامة الناس، مما أدى إلى تحويل نقاش إدارة المياه في كاليفورنيا إلى قضية سياسية وطنية.
وبدلًا من معالجة الأسباب الحقيقية لأزمة المياه، مثل الاحتباس الحراري والتغير المناخي، فضل ترامب تسييس القضية، متجاهلًا الدور الأساسي لمعدلات هطول الأمطار وذوبان الثلوج في تحديد حجم المياه المتدفقة.
يذكر أن ترامب سبق أن انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، في خطوة أثارت انتقادات واسعة، واعتُبرت نكسة في جهود مكافحة التغير المناخي.
وكانت السمكة الضخمة (يُشار إليها بسمكة يوم القيامة)، ظهرت على شواطئ المكسيك، لكنها كانت مصابة في ذيلها. ويمكن أن يصل طول هذه السمكة إلى 36 قدما (حوالي 11 مترًا)، وتزن أكثر من 441 رطلًا (حوالي 200 كغ).
ويعد هذا الظهور الأول من نوعه في عام 2025، ولكن سمكة أخرى رُصدت في كاليفورنيا قبل شهر من وقوع زلزال بقوة 7.0 درجات في العام الماضي، حيث وثقت مؤسسة "سكريبس" لعلوم المحيطات صورًا لها. وفي ديسمبر، هز زلزال كبير ولاية كاليفورنيا، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذير من تسونامي.
وتثير هذه الأسماك عادة الأسطورة اليابانية التي تعتبرها نذيرًا للزلازل والكوارث الطبيعية.
