"فك غموض" تصاعد الدخان من باطن أرض قرية مغربية

تسبّب خروج دخان أبيض من تشققات أرضية بمنطقة "تنكارف" المغربية التابعة لإقليم أزيلال بشكل كثيف وغير مألوف بانتشار شائعات وتكهنات بين سكان المنطقة خلال الأيام الماضية.

ولا يزال الغموض يكتنف هذه الظاهرة الطبيعية، بالرغم من تشكيل لجنة مكونة من ممثلين عن السلطات المحلية وإدارة المياه والغابات للتحقق من الوضع.

وتدور أحاديث وتكهنات في الأوساط المغربية في تلك المنطقة، عن "بركان خامد" أو "انصهار معدني"، وسط جهود لدراسة طبيعة الظاهرة.

ورصد سكان المنطقة منذ حوالي 20 يوماً تصاعد دخان أبيض كثيف من تشققات أرضية منبسطة بمنطقة مخصصة لرعي الماشية.

تفسيرات علمية

وقال الخبير كمال أغروض، أستاذ مادة الجيولوجيا بكلية العلوم "عين الشق" في مدينة الدار البيضاء المغربية، إن هناك بعض التفسيرات العلمية لهذه الظاهرة الطبيعية، التي تحتاج إلى دراسات ميدانية لمحاولة فهم ما يجري بشكل علمي دقيق.

وأضاف أغروض في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن مثل هذه الظواهر تجعلنا أمام نظريات عديدة أبرزها تداعيات زلزال الحوز (بلغت قوته 7 درجات على سلم ريختر وهو الأعنف في تاريخ المغرب الحديث)، إذ ضرب قبل أشهر مناطق شاسعة من التراب المغربي، مشيراً إلى أن هناك احتمالية حدوث تصدعات في جوف الأرض. 

واستطرد موضحاً: "هذا الدخان الأبيض الذي يخرج من باطن الأرض، والذي شاهده سكان منطقة "تنكارف" بأزيلال، ربما هو نتاج لتغيرات حدثت في بنية باطن الأرض، أفضت في نهاية المطاف إلى حدوث إفرازات طبيعية".

وفي رده على بعض التعليقات التي ترجح وجود نشاط بركاني مستيقظ بأزيلال، استبعد أستاذ الجيولوجيا هذه الفرضية، مشيراً إلى أن المحرك الأساسي للبراكين بعيد عن المنطقة. داعياً إلى إجراء دراسة علمية ميدانية للوصول إلى الأسباب الكامنة وراء انبعاث الدخان الأبيض.

أما بالنسبة للينابيع المائية الساخنة، وهي إحدى الفرضيات التي يرجح كفتها بعض سكان المنطقة، فيرى أغروض أن هذا الأمر قد يكون صحيحاً؛ لأن مثل هذه الينابيع موجودة في المغرب وتحديداً بمنطقة "مولاي يعقوب" الشهيرة، مشدداً على أن الأبحاث العلمية ستحسم الأمور.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية مقاطع فيديو توثق لحظات تصاعد الدخان من الشقوق الأرضية.

وأبدى سكان في المنطقة مخاوفهم من تأثير الظاهرة الغريبة على الأرض التي يستخدمونها مرعى لمواشيهم ما قد يضر بأعمالهم.