قال باحثون من شبكة الإسناد العالمي للطقس، إن الحر الشديد، الذي شهدته دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس عام 2024، لم يكن ليحدث لولا تغير المناخ.
وواجه الأولمبيون الأسبوع الماضي في باريس درجات حرارة في النهار وصلت إلى 35 درجة مئوية، وفي جنوب فرنسا ارتفعت درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
وشهدت بلدان أخرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط أيضًا موجة حرّ، إذ سجلت مدينة برشلونة في إسبانيا، أعلى درجة حرارة إطلاقًا، وبلغت 40 درجة مئوية في الـ31 من شهر تموز/يوليو الماضي.
وفي إيطاليا، ساعد الطقس الحار على تأجيج حريق هائل في محمية مونتي ماريو الطبيعية في روما، بحسب ما ذكر موقع "سينس نيوز".
وقال عالم المناخ فريديريك أوتو من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بيان، "لو لم يكن الغلاف الجوي مثقلًا بالانبعاثات الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، لكانت باريس أكثر برودة بنحو 3 درجات مئوية وأكثر أمانًا للرياضة".
وارتفعت درجات الحرارة في مناطق أخرى من العالم أيضًا، ففي كاليفورنيا، سجّل وادي الموت الرقم القياسي لأكثر الشهور حرارة مسجلة على الأرض على الإطلاق، حيث بلغ متوسط درجات الحرارة 42.5 درجة مئوية في شهر تموز/يوليو الماضي.
واستقرت قبة حرارية كبيرة فوق جنوب الولايات المتحدة، واجتاحت الحرارة الشديدة معظم أنحاء البلاد بحلول نهاية الأسبوع، حيث وضعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أكثر من 150 مليون شخص تحت تحذيرات الحرارة الشديدة في الأول من أغسطس/آب الماضي.
كما شهدت المنطقة الشرقية من القارة القطبية الجنوبية موجة حر شديدة، حيث ارتفعت درجات الحرارة الأرضية إلى ما يزيد على 28 درجة مئوية.
مؤشر الحرارة
ويأخذ مؤشر الحرارة، أو درجة الحرارة الظاهرية، في الاعتبار الرطوبة إلى جانب درجة الحرارة للإشارة إلى ما نشعر به حقًا في الحرارة، ولهذا السبب غالبًا ما يُطلق عليه في التوقعات درجة الحرارة "التي نشعر بها".
والرطوبة مهمة؛ لأن آلية الجسم الأساسية للتبريد في الطقس الحار هي التعرق، وعندما يتبخر العرق من الجلد، فإنه يحمل الحرارة بعيدًا عن الجسم، ولكن إذا كان الهواء يحمل الكثير من الرطوبة، فإن تبخر العرق يتباطأ، وفي حالة الرطوبة بنسبة 100%، يتبخر القليل من العرق أو لا يتبخر إطلاقًا.
ومن المحتمل أن يكون المؤشر الأكثر فائدة هو درجة حرارة الكرة الأرضية الرطبة، والتي توفر درجة الحرارة الظاهرة في ضوء الشمس المباشر.
