عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
صحة

كيف استعدت المملكة المتحدة للوباء الخطأ؟

كيف استعدت المملكة المتحدة للوباء الخطأ؟
أثناء جائحة فيروس كورونا في لندن، بريطانياالمصدر: رويترز
19 يوليو 2024، 4:45 م

سلط تقرير حديث صادر عن البارونة هاليت، القاضية السابقة في المحكمة العليا البريطانية، التي كُلفت بقيادة لجنة التحقيق الخاصة بالوباء، الضوء على أوجه القصور الكبيرة في استعداد المملكة المتحدة لوباء فيروس كورونا.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنه رغم التأكيدات المبكرة من مسؤولي الصحة، بما في ذلك الدكتورة جيني هاريس نائبة كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا آنذاك، والتي وصفت المملكة المتحدة بأنها "نموذج دولي" في الاستعداد للأوبئة، إلا أن الواقع أثبت اختلافًا كبيرًا.

وكشفت مراجعة هاليت الشاملة، التي تمتد على 217 صفحة وأكثر من 80 ألف كلمة، أن المملكة المتحدة لم تكن مستعدة بشكل جيد لمواجهة الوباء، بعد أن خططت على نحو خاطئ لسيناريو يختلف إلى حد بعيد عن الأزمة الفعلية.

وتأثرت استراتيجية المملكة المتحدة الوبائية إلى حد بعيد بتجربة جائحة إنفلونزا الخنازير عام 2009، فرغم خطورة تفشيه عالميًا، إلا أنه أثبت في النهاية أنه أقل خطورة؛ مما كان يُخشى في البداية، وأدت هذه التجربة إلى الثقة المفرطة في قدرة البلاد على إدارة الأوبئة المستقبلية.

أخبار ذات علاقة

المملكة المتحدة تختبر أول لقاح شخصي لسرطان الجلد

 

وبحلول عام 2011، طُوِّرَت خطة جديدة لمواجهة الأوبئة بناءً على افتراض أن الأوبئة المستقبلية ستعكس التأثير المعتدل لأنفلونزا الخنازير، وركزت الاستراتيجية على التخفيف عوضًا عن قمع المرض، مع الاعتماد على اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات لإدارة انتشار المرض.

وشكل فيروس كورونا تحديًا مختلفًا إلى حد كبير، إذ على عكس إنفلونزا الخنازير، لم تكن إنفلونزا خفيفة، ولكنها فيروس جديد شديد العدوى وله آثار صحية خطيرة، ومن ثم تعثرت استجابة المملكة المتحدة للوباء منذ البداية؛ بسبب اعتمادها على افتراضات عفا عليها الزمن.

الفرص الضائعة

واتسمت الفترة التي سبقت تفشي فيروس كورونا بالفرص الضائعة، وعلى النقيض من دول شرق آسيا مثل تايوان وكوريا الجنوبية وسنغافورة التي استفادت من تجربتها مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) والسارس (SARS) لتنفيذ اختبارات قوية وتدابير الحجر الصحي، فشلت المملكة المتحدة في التصرف على نحو حاسم.

وفي وقت مبكر من الوباء، تخلت المملكة المتحدة عن الاختبارات المجتمعية، في الوقت الذي كان فيه فيروس كورونا يتصاعد، وقد شهد جيريمي هانت، وزير الصحة من 2012 إلى 2018، أن التعلم من الأمثلة الدولية ربما خفف الحاجة إلى الإغلاق الأول.

وعلى الرغم من عمليات المحاكاة والتدريبات، مثل تمرين Cygnus في عام 2016 الذي حدد فجوات كبيرة في الاستجابة، بقيت العديد من التوصيات دون تنفيذ بحلول شهر حزيران/يونيو من عام 2020، ولم تتم معالجة سوى 8 من أصل 22 تدبيرًا مقترحًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المطالب المتنافسة للتخطيط لطوارئ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح تقرير البارونة هاليت أيضًا القضايا النظامية ضمن إطار التخطيط لمواجهة الأوبئة في المملكة المتحدة، فقد أدت الشبكة المعقدة من اللجان والمجالس والشراكات المسؤولة عن التخطيط لحالات الطوارئ المدنية إلى إنشاء هيكل متاهة يضم أكثر من 60 هيئة مختلفة، تتولى كل منها مسؤوليات متداخلة، وقد ساهم هذا الافتقار إلى سلطة مركزية خاضعة للمساءلة في عدم الكفاءة والاستجابة المجزأة.

وزاد نقل السلطة من تعقيد الوضع، حيث تباينت مسؤوليات السياسة الصحية بين دول المملكة المتحدة، وقد أدى هذا التعقيد، إلى جانب أوجه القصور في تخطيط وتنفيذ الاستعداد لمواجهة الأوبئة، إلى إعاقة الاستجابة الموحدة والفعالة.

أخبار ذات علاقة

ممرضات متورطات بقضايا خطرة يعملن في مستشفيات المملكة المتحدة

 

وينتقد التقرير أيضًا دور المجتمع العلمي في الاستجابة للوباء، حيث تشير البارونة هاليت إلى ثقافة التفكير الجماعي بين المستشارين، مع القليل من التحدي للافتراضات السائدة والتركيز الضيق على الآثار الصحية المباشرة دون النظر بالقدر الكافي في العواقب الاجتماعية والاقتصادية.

كما ساهم الافتقار إلى الأصوات المعارضة، وفشل هيئة الصحة العامة في إنجلترا في الدعوة إلى إجراء اختبارات جماعية في استراتيجية الاستجابة المعيبة.

ويؤكد تقرير البارونة هاليت أن استجابة المملكة المتحدة للجائحة شابتها الثقة المفرطة، والفرص الضائعة، وأوجه القصور الجهازية.

كما أن الفشل في تكييف التخطيط لمواجهة الجائحة مع واقع كوفيد-19، إلى جانب عدم كفاية تنفيذ الدروس المستفادة من التمارين السابقة، يكشف عن قضية أوسع تتعلق بالتأهب والقدرة على الصمود.

ويتقاسم كل من القادة السياسيين والمستشارين العلميين المسؤولية عن أوجه القصور التي أدت إلى أزمة ذات تكاليف بشرية واقتصادية باهظة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC