logo
صحة

"الأدوية الوهمية" تخدع الدماغ لتقليل الألم

"الأدوية الوهمية" تخدع الدماغ لتقليل الألم
دواء (تعبيرية)المصدر: غيتي
24 يوليو 2024، 12:24 م

أثار الدواء الوهمي، وهو ظاهرة موثقة حيث يشعر المريض بتخفيف أعراض المرض نتيجة مادة غير طبية، اهتمام العلماء لعدة قرون.

وبحسب تقرير نشره موقع gizmodo، قطع الباحثون في جامعة نورث كارولينا الأمريكية خطوات كبيرة في فهم هذا التأثير من خلال تحديد دائرة دماغية تشارك في تخفيف الألم الناتج عن هذا العلاج الوهمي.

يعود تاريخ تأثير الدواء الوهمي إلى القرن الثامن عشر، إذ أظهر تحسنًا لدى المرضى على الرغم من غياب الدواء الفعال.

وفي حين تمت ملاحظة نشاط الدماغ المرتبط بتأثير الدواء الوهمي، إلا أن الآليات الدقيقة بقيت غير واضحة.

وأشارت الدراسات السابقة إلى نشاط في القشرة الحزامية الأمامية، وهي منطقة تشارك في معالجة الألم، عندما استجاب المرضى للعلاج الوهمي. ومع ذلك، فإن هذا التفسير يفتقر إلى الدقة.

في الدراسة الحديثة، أجرى علماء الجامعة تجارب على الفئران للتعمق أكثر في تأثير الدواء الوهمي، إذ قاموا بتدريب الفئران من خلال وضعها في غرفتين متصلتين بأرضيات دافئة.

وبعد بضعة أيام، أصبحت أرضية إحدى الغرف ساخنة بشكل مؤلم، مما دفع الفئران إلى البحث عن ملجأ في الغرفة الثانية.

وفي اليوم الأخير، أصبحت كلتا الغرفتين ساخنتين بشكل مؤلم.

وعلى الرغم من ذلك، أظهرت الفئران المشروطة عددًا أقل من السلوكيات المرتبطة بالألم، مثل القفز ولعق مخالبها، عند وصولها إلى الغرفة الثانية، مما يشير إلى أنها شعرت ببعض الراحة بسبب تأثير الدواء الوهمي.

ولاستكشاف الأساس العصبي لهذه الاستجابة، قام الباحثون بحقن الفئران بفيروس معدل سمح لهم بمراقبة خلايا عصبية معينة في القشرة الحزامية الأمامية المنقارية واتصالاتها بثلاث مناطق أخرى في الدماغ.

إحدى المناطق البارزة، وهي النواة الجسرية، تعتبر ضرورية لتعلم المهارات الحركية ولم تكن مرتبطة سابقًا بمعالجة الألم. وعندما ركضت الفئران إلى الغرفة الثانية، أصبحت الخلايا العصبية التي تربط هذه المناطق نشطة.

علاوة على ذلك، قام الباحثون بتنشيط هذا المسار العصبي بشكل مصطنع في مجموعة جديدة من الفئران التي خضعت لاختبارات الحساسية.

وقد أظهرت هذه الفئران أيضًا عددًا أقل من السلوكيات المرتبطة بالألم، مما يعزز فكرة أن هذه الدائرة العصبية جزء لا يتجزأ من تخفيف الألم الناتج عن العلاج الوهمي.

وتعترف الدراسة بتعقيد الألم وتأثير الدواء الوهمي، خاصة عند البشر.

ومع ذلك، أعرب الباحثون عن تفاؤلهم بأن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تمهد الطريق لأدوية جديدة لتخفيف الألم وعلاجات سلوكية. لأن فهم دوائر الدماغ المشاركة في تأثير الدواء الوهمي يوفر طرقًا واعدة لتطوير علاجات مستهدفة لإدارة الألم.

ولا تسلط هذه الدراسة الضوء على الآليات العصبية الكامنة وراء تأثير الدواء الوهمي فحسب، بل تفتح أيضًا مسارات محتملة لطرق مبتكرة لتخفيف الألم.

ويمثل عمل الباحثين تقدمًا كبيرًا في مجال إدارة الألم وأبحاث العلاج الوهمي، مما يوفر الأمل في تحسين الإستراتيجيات العلاجية في المستقبل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC