عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
صحة

"اغتراب الشيخوخة".. كيف يمكن لكبار السن مواجهته؟

"اغتراب الشيخوخة".. كيف يمكن لكبار السن مواجهته؟
امرأة كبيرة في السن تتأمل من النافذةالمصدر: غيتي
03 سبتمبر 2024، 10:50 ص

غالبا ما تصاحب "الشيخوخة" تغيرات اجتماعية ونفسية وجسدية كبيرة، أهمها ما يعرف باسم "الاغتراب"، وهو مفهوم ارتبط بالتحديات والتجارب المرتبطة بهذه المرحلة.

ويشير الاغتراب إلى القطيعة أو الانفصال عن جوانب مختلفة من حياتنا أو مجتمعنا.

وفي الشيخوخة يتعلق الأمر بشعور المسنين بالعزلة والتهميش والانفصال عن المجتمع وعن عملهم وهوياتهم.

ووفق موقع "سيكولوجي توداي"، يعتبر "الاغتراب الاجتماعي" أحد الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى "اغتراب الشيخوخة".

فمع تقدم الأفراد في السن، غالبًا ما يعانون انخفاضًا في الشبكة الاجتماعية المحيطة بهم بسبب التقاعد، ووفاة أقرانهم، والقيود الجسدية.

وقد يؤدي هذا الانخفاض في التفاعلات الاجتماعية إلى الشعور بالوحدة والعزلة.

ويصبح التفكك البطيء للروابط الاجتماعية حادًّا بشكل خاص في المجتمعات التي لا يتم فيها دمج كبار السن في المجتمع الأوسع، بل يتم فصلهم في دور رعاية المسنين أو مؤسسات التقاعد.

علاوة على ذلك، فإن المواقف المجتمعية تجاه الشيخوخة غالباً ما تؤدي إلى تفاقم هذا الاغتراب. يعتبر "التمييز على أساس السن"، مشكلة سائدة تؤثر في الأفراد الأكبر سنًّا؛ إذ كثيرا ما يُنظر إلى الأفراد الأكبر سنًّا على أنهم أقل كفاءة، وأقل قيمة، وأكثر عبئًا.

وهذه الصور النمطية تتسبب في تهميشهم واستبعادهم من المشاركة الهادفة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتسهم أيضًا في تضاؤل ​​الشعور بقيمة الذات والهوية بين كبار السن.

 

من العمل إلى التقاعد

يعد الانتقال من العمل إلى التقاعد عاملًا مهمًّا آخر يسهم في عزلة كبار السن. في العديد من الثقافات، يعتبر العمل أمرًا أساسيًّا لهوية الفرد وقيمته الذاتية. 

ورغم أنه ينظر في كثير من الأحيان إلى "التقاعد" على أنه فترة راحة مستحقة، فهو كذلك وقتٌ لفقدان الهوية بشكل كبير.

كما إنّ التوقف عن الأنشطة المتعلقة بالعمل والافتقار إلى الروتين اليومي يُعزز الشعور بـ"اللا هدف" والانفصال الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، تسهم الآثار الاقتصادية للتقاعد في الاغتراب، حيث يواجه العديد من الأفراد المسنين عدم الاستقرار المالي، بسبب عدم كفاية المعاشات التقاعدية أو المدخرات، ما يؤدي إلى التهميش الاقتصادي. 

أخبار ذات علاقة

أسباب تجعل كبار السن يتصرفون كالأطفال

 

الاغتراب عن الذات

تؤدي الشيخوخة أيضًا إلى شعور عميق بالغربة عن الذات. ينشأ هذا الاغتراب عندما لا يعود الأفراد قادرين على التعرف على أنفسهم؛ بسبب التغيرات الجسدية والمعرفية المرتبطة بالشيخوخة. ففقدان القدرات البدنية والأمراض المزمنة والتدهور المعرفي تسهم في تغيير تصور الفرد لذاته واحترامه لها، فالانفصال بين إحساسهم الداخلي بالذات وواقعهم الخارجي قد يخلق شعورًا بالغربة وفقدان الهوية.

كما إن التركيز المجتمعي على الشباب والجمال اليوم يؤدي إلى تكثيف هذا الاغتراب الذاتي. غالبًا ما تُصور وسائل الإعلام والروايات الثقافية الشيخوخة على نحو سلبي، حيث تحتفل بالشباب والحيوية، بينما تنظر إلى الشيخوخة على أنها فترة تراجع وتقادم. هذا التصور الثقافي للشيخوخة يمكن أن يؤدي إلى التمييز الداخلي ضد كبار السن، حيث تسمح للمسنين بتبني مواقف سلبية تجاه أنفسهم وعملية الشيخوخة.

 

معالجة الاغتراب في الشيخوخة

يعدّ استيعاب مفهوم الاغتراب في سياق الشيخوخة أمرًا ضروريًّا لإنشاء تدخلات وسياسات تعزز رفاهية كبار السن. وتتطلب معالجة العزلة الاجتماعية وتعزيز المجتمعات الشاملة، حيث يتم تقدير كبار السن ودمجهم. 

ومن الوسائل لذلك، العمل على البرامج المشتركة بين الأجيال، ومبادرات المشاركة المجتمعية، والسياسات التي تكافح التمييز ضد كبار السن، وتعزز الاندماج الاجتماعي.

تحتاج المجتمعات إلى الاعتراف وتقدير مساهمات كبار السن بما يتجاوز إنتاجيتهم الاقتصادية للتخفيف من العزلة عن العمل. وتساعد سياسات التقاعد المرنة وفرص التعلم مدى الحياة وسبل العمل التطوعي في الحفاظ على الشعور بالهدف والمشاركة بين كبار السن.

تتضمن معالجة الاغتراب الذاتي تحدي الرؤية المجتمعية التي تقلل من قيمة الشيخوخة، وتعزز صورة إيجابية وواقعية لها. إن تشجيع قبول الذات ودعم إدارة التغيرات الجسدية والمعرفية يساعد الأفراد المسنين في الحفاظ على مفهوم الذات الإيجابي. فمعالجة "الاغتراب في الشيخوخة" تعزز نوعية الحياة لكبار السن، وتعزز مجتمعًا أكثر شمولًا وإيجابية ورحمة لجميع الأعمار.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC