قصف إسرائيلي على مناطق بشمال وجنوب قطاع غزة
يعد الحفاظ على وزن صحي أمرًا ضروريًّا للصحة العامة، لكن الرغبة في تحقيق نتائج سريعة تدفع البعض إلى اتباع طرق فقدان وزن قاسية.
ورغم أن فقدان الوزن بسرعة قد يبدو أمرًا محبَّذًا، بحسب تقرير نشره موقع ”ميديا فيد“، يؤكد الخبراء أن فقدان الوزن التدريجي والمستدام هو الخيار الأكثر أمانًا.
ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن فقدان 0.5 إلى 1 كغم أسبوعيًّا يعتبر نهجًا آمنًا وفعالًا لإدارة الوزن على المدى الطويل.
رغم إمكانية فقدان أكثر من 1 كغم أسبوعيًّا، إلا أن ذلك لا يُوصى به عمومًا، إذ قد يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية، ونقص العناصر الغذائية، واضطرابات التمثيل الغذائي.
وغالبًا ما يكون فقدان الوزن السريع ناتجًا عن تقليل السعرات الحرارية بشكل مفرط أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية؛ مما قد يؤثر سلبًا على الصحة.
كما أن الحميات القاسية التي تعد بنتائج سريعة غالبًا ما تؤدي إلى الإرهاق واستعادة الوزن؛ مما يعزز دورة فقدان الوزن واستعادته.
تختلف سرعة فقدان الوزن من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل، منها: معدل الأيض، نسبة الدهون إلى العضلات، ومستوى النشاط البدني.
فالأشخاص الذين يعانون من وزن زائد كبير قد يفقدون الوزن بوتيرة أسرع في البداية مقارنة بمن لديهم وزن أقل.
كما تلعب العوامل الوراثية والهرمونية دورًا في كيفية استجابة الجسم لنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وبرنامج رياضي منتظم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن جودة الطعام وتوزيع المغذيات الكبرى مثل البروتينات والدهون الصحية والكربوهيدرات تساهم في تحقيق فقدان وزن مستدام.
بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون صعوبة في فقدان الوزن رغم تعديل نمط حياتهم، قد توفر أدوية فقدان الوزن دعمًا إضافيًّا.
وتعمل هذه الأدوية الموصوفة طبيًّا على محاكاة الهرمونات المنظمة للشهية للمساعدة في فقدان الوزن، أو تعديل عملية التمثيل الغذائي، أو الحد من امتصاص الدهون.
إلا أن مفعول هذه الأدوية يستغرق أسابيع أو شهورًا ليظهر؛ مما يجعلها غير مناسبة لمن يبحثون عن فقدان سريع للوزن.
رغم أن بعض المكملات الغذائية تدّعي تعزيز فقدان الوزن، إلا أن الأدلة العلمية على فعاليتها لا تزال غير حاسمة.
وقد وُجد أن بعض العناصر الغذائية، مثل المغنيسيوم، والكافيين، ومستخلص الشاي الأخضر، وفيتامين B12، قد تدعم التمثيل الغذائي ومستويات الطاقة، لكن تأثيرها على فقدان الوزن يبقى محدودًا مقارنةً بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة.
تعتمد أكثر خطط فقدان الوزن فعالية على اتباع نهج شامل يرتكز على تغييرات نمط الحياة طويلة الأمد بدلًا من الحلول السريعة.
وبحسب الخبراء، فإن فقدان 0.5 كغم أسبوعيًّا يتطلب تحقيق عجز يومي في السعرات الحرارية يبلغ حوالي 500 سعرة حرارية، وذلك من خلال تعديل النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني.
لتحقيق فقدان وزن صحي ومستدام، يُنصح بتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والصوديوم والمصنّعة، مع التركيز على إدراج الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والخضروات والبقوليات.
كما يُفضل اختيار مصادر البروتين الخالية من الدهون، مثل الدواجن والبيض والمكسرات والأسماك، بالإضافة إلى الاحتفاظ بوجبات خفيفة صحية للحد من الشعور بالجوع الشديد، وتجنب الإفراط في تناول الطعام.
لإدارة الوزن بفعالية، يُنصح بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًّا، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات، إلى جانب دمج تمارين القوة مرتين في الأسبوع لتعزيز بناء العضلات وتحسين التمثيل الغذائي.
كما يُفضل استشارة اختصاصي تغذية أو مدرب رياضي لوضع خطة تناسب الاحتياجات الفردية وتحقق أفضل النتائج.
في حين أن فقدان الوزن المتعمد هدف شائع، فإن فقدان الوزن غير المبرر قد يشير إلى مشكلات صحية.
ويُنصح باستشارة الطبيب إذا فقد الشخص من 4.5 كغم أو 5% من وزنه خلال 6 إلى 12 شهرًا دون تغيير في النظام الغذائي أو نمط الحياة، إذ قد يكون ذلك مؤشرًا على حالات طبية مثل الإجهاد، والاكتئاب، واضطرابات الغدة الدرقية، والأمراض المزمنة، أو مشكلات الجهاز الهضمي.
ويؤكد الخبراء أن فقدان الوزن الصحي هو عملية تدريجية، حيث يستهدف عادةً فقدان 5% إلى 10% من وزن الجسم خلال ستة أشهر.
وبدلًا من التركيز على النتائج الأسبوعية الفورية، فإن تبني عادات مستدامة يضمن تحقيق النجاح على المدى الطويل.
ويبقى التحلي بالصبر، والالتزام، واتباع نظام غذائي متوازن مع ممارسة الرياضة، الاستراتيجية الأكثر فعالية للحفاظ على وزن صحي.