كيف يمكن للاسترخاء أن يسبب لك إجهادًا؟

في السعي للوصول إلى الاسترخاء، يجد العديد من الأفراد أنفسهم عرضة لدورة متناقضة من الضغط والقلق، وهي ظاهرة يطلق عليها "الاسترخاء المجهد".

وتحدث هذه الحالة المعاكسة عندما يصبح الجهد المبذول للتخلص من التوتر مصدرًا للتوتر المتزايد، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى إعاقة الاسترخاء عوضًا عن تعزيزه.

وفي تقرير نشره موقع "Healthline"، يوضح أخصائي الطب النفسي مايكل شيريبا أن الاسترخاء المُجهد يظهر عندما يحاول الأفراد، الذين هم بالفعل في حالة من القلق، أن يجبروا أنفسهم على الاسترخاء.

ويمكن أن يزيد هذا الجهد من قلقهم حيث يصبحون مشغولين بتقنيات الاسترخاء الخاصة بهم. ووفقًا للدكتورة ديبورا سيراني، فإن هذه الحالة، المعروفة سريريًا باسم القلق الناجم عن الاسترخاء، يكون شائعًا على نحو خاص بين أولئك الذين يعانون القلق العام أو التفكير المفرط.

علم الأعصاب وراء الاسترخاء القسري

تنبع مقاومة الدماغ للاسترخاء القسري، كما أوضح الدكتور شيريبا، من آلية اليقظة الفطرية، وخاصة اللوزة الدماغية، التي تبقى يقظة للتهديدات المحتملة. وبالنسبة للأفراد الذين يعانون اضطرابات القلق، فإن هذه اليقظة المستمرة تعقد الجهود المبذولة لتهدئة العقل طواعية.

زيادة على ذلك، تسلط الدكتورة سيراني الضوء على أن أنماط الحياة الحديثة تؤدي إلى تفاقم هذا التحدي، فالضغوط الخارجية من العمل والأسرة والمتطلبات الاجتماعية تطمس الحدود بين العمل والترفيه، مما يزيد صعوبة تخصيص وقت للاسترخاء، مما يؤكد طبيعة انتشار التوتر في الحياة المعاصرة.

عواقب عدم القدرة على الاسترخاء

وتمتد تداعيات الإجهاد المزمن إلى ما هو أبعد من الانزعاج النفسي لتشمل مخاطر صحية كبيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وضعف وظيفة المناعة. تؤكد الدكتورة ناتالي كريستين داتيلو أن التنشيط المطول للجهاز العصبي بمستويات عالية يمكن أن يضعف قدرة الجسم على الدخول في حالة استرخاء بشكل طبيعي.

إستراتيجيات الاسترخاء الفعال

للتخفيف من آثار التوتر وتعزيز الاسترخاء الحقيقي، يوصي الخبراء بتبني ممارسات مقصودة مصممة لتحفيز استجابة الاسترخاء. ويؤكد الدكتور داتيلو أن الاسترخاء مهارة تتطلب ممارسة منتظمة لتحقيق فوائدها الكاملة. كما يمكن أن تساعد تقنيات مثل التأمل واسترخاء العضلات في تحويل الجهاز العصبي من حالة فرط النشاط إلى حالة الهدوء.

كما أن وضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية أمر بالغ الأهمية، إذ إن الانفصال عن التقنية وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية يمكن أن يوفر مساحة أساسية للاسترخاء. وتقدم طريقة الاسترخاء "بنسون"، التي تتضمن استرخاء العضلات التدريجي والتحكم في التنفس، طريقة منظمة لتحقيق الهدوء العقلي.