انتشرت مؤخرا حسابات عبر تطبيقي "تيك توك" و"إنستغرام"، يقدم أصحابها نصائح ووصفات طبية سهلة وبسيطة لعلاج أمراض عديدة بأسعار زهيدة، الأمر الذي يدفع بعض المرضى للمسارعة في شرائها طمعا في الشفاء.
ويسوِّق أصحاب تلك الحسابات لوصفاتهم ومنتجاتهم، عن طريق إظهار مرضى أو مؤثرين استخدموا نصيحتهم ووصفاتهم، وتعافوا بسرعة كبيرة، ما يزيد ثقة المشاهدين.
وبالبحث وراء تلك الحسابات، تبين أن معظمها لمستخدمين لا يحملون شهادات في الطب، وغير مخولين لوصف علاجات للمرضى، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية.
مشاهدات وأموال على حساب الصحة
وبهذا الخصوص، قال الدكتور أحمد صلاح الدين، استشاري المخ والأعصاب في المستشفيات المصرية، لموقع "إرم نيوز"، إن صناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت بشكل واسع، وتحقق أرباحا مادية كبيرة، مما جعلها تجذب عدداً لا يحصى من المستخدمين.
وأشار إلى أن صانعي المحتوى، أو من يطلق عليهم "البلوغرز والأنفلونسرز"، أصبحوا يفكرون في خلق كل ما هو مثير للجدل؛ بهدف تحقيق مشاهدات أعلى، وبالتالي الحصول على أموال أوفر على حساب صحة المحتاجين.
وأضاف: "هناك أشخاص غير متخصصين يقدمون وصفات طبية خطيرة، قد تودي بحياة المرضى إذا استخدموها. تماما مثل شخص يقوم بسكب مادة "سبرتو" على ظهر مريض وإشعال النيران به بحجة علاجه من آلامه المزمنة. إن مثل هذه الممارسات قد تتسبب في حرق المريض بدرجات متقدمة".
ولفت الطبيب المصري إلى أن هناك من يدعي التدين، ويظهر عبر منصات التواصل الاجتماعي للترويج لمنتج ما، مثل شرب "بول الإبل" لعلاج التهابات الكبد والسكري وأنواع معينة من السرطان، وهي خرافات لا أساس طبي لها، بل قد تهدد حياة المرضى، وتشكل خطرا مميتا.
وحول سبل التصدي لهذه الظاهرة أشار الطبيب المصري إلى ضرورة وجود هيئة مختصة لمراقبة المحتوى على تلك المواقع بالاشتراك مع مباحث الإنترنت، لمعاقبة من يبيع أو يروج لمنتجات تهدد الصحة والحياة.
سبب انتشار الحسابات
من جانبه، قال أخصائي العلاج الطبيعي الدكتور أحمد عزت، في حديث له مع "إرم نيوز"، إن سبب انتشار تلك الحسابات، وتحقيقها مشاهدات عالية، وجذبها لطيف واسع من المستخدمين، هي الطريقة التي يروج فيها صاحبها للمنتجات أو الوصفات.
وأضاف مفسرا: "يحضرون أشخاص بسطاء، ويأخذون رأيهم بالمنتج، والذين يؤكدون لمتابعي الحساب أنهم جربوا جميع الأدوية والعلاجات، لكنهم لم ينالوا الشفاء التام إلا بالمنتج الذي يُرَوَّج له، ما يحقق المصداقية لدى المشاهد".
وتابع عزت: "العديد من أصحاب تلك الحسابات تسببوا بكوارث بسبب وصفاتهم، مثل الشخص الذي اشتهر باسم "سمكري البني آدمين"، الذي حقق انتشارا واسعا، وحصل على أموال طائلة من فنانين ومشاهير وغيرهم، إلا أنه في النهاية تسبب في شلل عدد من ضحاياه؛ لأنه لا يمتلك شهادة في العلاج الطبيعي".
وأشار عزت إلى أن الجمهور دائما ينجذب للمحتوى المختلف والمثير، فمثلا عندما يرى مريض سرطان أن هناك فرصة لنجاته من الموت بمنتج زهيد الثمن، ويرى مريضا آخر بنفس أعراضه يؤكد تعافيه، فمن الطبيعي أن يسارع في الحصول على ذلك المنتج، على حد قوله.
لماذا يلجأ البعض لتلك الوصفات من أجل التداوي؟
قال أحد رواد "تيك توك"، إنه يضطر لتجربة الوصفات أحيانا؛ لأن كشفية الأطباء وأسعار الأدوية أصبحت باهظة الثمن.
وأضاف لـ"إرم نيوز": "أذهب لتجربة الوصفات الموجودة على السوشيال ميديا، لعل وعسى أن تأتي بالمفعول الذي أرجوه، دون دفع أموال طائلة".
وأشار إلى أن ما يطمئنه هو بعض المستخدمين والمؤثرين الذين يؤكدون أنهم جربوا المنتج، ونالوا مفعولا "سحريا".
