ما علاقة ارتجاج الدماغ بكرة القدم؟

تشير آخر التقديرات إلى حدوث 1.7 إلى 3 ملايين حالة ارتجاج مرتبطة بالرياضة والترفيه كل عام، منها 300 ألف مرتبطة بكرة القدم، حيث كشفت تقارير أن 5 من كل 10 حالات ارتجاج لا يتم اكتشافها أو الإبلاغ عنها.

ويمكن لضربة على الرأس أو ضربة على الجسم أن تؤدي لتحرك الدماغ ذهابًا وإيابًا وبالتالي حدوث الارتجاج، وهو ليس إصابة بسيطة يستطيع اللاعب الجري أو اللعب بعدها، ومحاولة القيام بذلك ليست دليل قوة.

ويُعد اللعب بعد ارتجاج الدماغ أمرًا خطيرًا للغاية قد يؤدي إلى الوفاة، خاصةً إذا تلقى اللاعب ضربة ثانية على رأسه قبل شفاء الإصابة السابقة.

وقد تؤدي الصدمات المتكررة على الرأس إلى أمراض تنكسية عصبية مثل الخرف واعتلال الدماغ الرضحي المزمن.

فما آخر الدراسات والأبحاث عن ارتجاج الدماغ وعلاقته بالرياضة وكرة القدم تحديدا؟.

ISRIB

تُعد إصابات الدماغ الرضية سببًا رئيسًا للإعاقة العصبية طويلة الأمد، حيث تتدنى نوعية حياة المرضى نتيجة لصعوبات التركيز والذاكرة.

ويعتبر الأطباء رضوض الدماغ من أهم عوامل الخطورة للإصابة بالخرف، حتى الارتجاج البسيط يزيد الخطورة بشكل كبير.

ولذلك، استخدم باحثو جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو جزيء ”ISRIB“ لمنع استجابة الإجهاد الجزيئي من أجل استعادة الوظيفة الإدراكية.

ووجد الباحثون أنّ جزيء ”ISRIB“ يصلح الأضرار العصبية والمعرفية لارتجاج الدماغ في الفئران بعد أسابيع من الحادث.

واكتشفت الدراسة، التي نُشرت مؤخرًا في “Proceedings of the National Academy of Sciences”، أن الفئران المعالجة بجزيء ”ISRIB“  أظهرت تحسنًا مستدامًا في الذاكرة العاملة.

وقال مايكل سترايكر، مؤلف مشارك في الدراسة، أستاذ في علم وظائف الأعضاء بجامعة كاليفورنيا: ”كان هدفنا هو معرفة ما إذا كان ISRIB يخفف الآثار العصبية لارتجاج الدماغ، ويسعدنا أن الدواء كان ناجحًا في إصلاح الوظيفة العصبية والمعرفية على المدى الطويل“.

النشاط بدل الراحة

منحت وزارة الدفاع الأمريكية لأطباء جامعة ”بافالو“ 4.8 مليون دولار لإطلاق تجربة سريرية غير دوائية تهدف إلى علاج الارتجاج الدماغي.

وابتكر باحثو كلية ”جاكوبس للطب والعلوم الطبية الحيوية“ بجامعة ”بافالو“ تمارين فردية منخفضة المستوى لمساعدة الرياضيين المصابين بالارتجاج على التعافي، حيث أثبتت التجارب السريرية التي أجروها مؤخرًا أن التمارين الهوائية اليومية تقلل بشكل كبير من فترة الشفاء بعد الارتجاج.

وحظي هذا النهج غير الدوائي بقبول واسع على الصعيدين الوطني والدولي وكان مسؤولاً عن التخلص من توصيات ما بعد الارتجاج؛ التي نصت على أنّ الراحة أمر بالغ الأهمية فور حدوث ارتجاج، لكنّ الراحة المطولة لم تثبت فائدتها.

وقال باري ويلر، أستاذ الطب النفسي من كلية ”جاكوبس للطب والعلوم الطبية الحيوية“ في جامعة ”بافالو“: ”في دراستنا للرياضيين المراهقين، اكتشفنا أن التمارين المنظمة لا تؤدي إلى تفاقم الأعراض، بل تقلل من الوقت اللازم للتعافي بنسبة 40%“.

بروتوكولات الفيفا

ويُعتبر مونديال قطر أول بطولة كأس عالم لكرة القدم تسمح للفرق بإجراء تبديل إضافي إذا كان اللاعب يعاني أو يشتبه في تعرضه لارتجاج الدماغ.

ويشير بروتوكول الارتجاج الطبي الخاص بالفيفا إلى أنه بعد الفحص الأولي (على أرض الملعب) يجب إجراء فحص خارج الملعب أو في المنطقة الهادئة.

وتعد هذه الخطوة حيوية ويعتبر الفحص خارج الملعب أمرًا مهمًا، خاصةً أنّ علامات وأعراض الارتجاج يمكن أن تتأخر؛ أحيانًا لا تظهر لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.

ولكنّ أطباء بعض الفرق تعرضوا للإساءة من قبل مدرب المنتخب بسبب علاج المصابين خارج الملعب، وتم الكشف عن لاعبين دُرّبوا على كيفية "الغش" في اختبارات الارتجاج حتى يتمكنوا من البقاء على أرض الملعب.

وينصح أطباء الاختصاص مرضى الارتجاج بضرورة الامتناع عن الجهد وتجنب قيادة السيارة وركوب الدراجة، والابتعاد عن المهام التي تتطلب التركيز مثل ألعاب الفيديو، والامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، وأخذ قسط كافٍ من النوم ليلًا والراحة في النهار، وعدم العودة إلى العمل والنشاط حتى يقرر الطبيب المختص ذلك.