قصف مدفعي مكثف واطلاق نار من آليات إسرائيلية شرقي مدينة غزة
مع دخول فصل الشتاء يزداد انتشار نزلات البرد، لذلك يلجأ بعض المصريين إلى حقنة تُعرف باسم "حقنة هتلر"، لعلاج أعراض البرد، ويعتقد المواطنون أنها "حل سريع" لمن يعاني أعراض الإنفلونزا.
ولكن وزارة الصحة المصرية حذّرت من خطورة هذه الحقنة، فهي مزيج من المضاد الحيوي والكورتيزون ومسكنات الألم لعلاج نزلات البرد، مؤكدة أنها لا تُعالج المرض، بل قد تُسبب آثارًا جانبية خطيرة، وناشدت الوزارة المواطنين والصيدليات بعدم صرفها.
ورغم انتشارها في الصيدليات، إلا أنها ليست منتجًا طبيًّا مُسجلًا رسميًّا، لذلك ليس لها أي أساس علمي، وفق تقدير الأطباء.
مضاعفات خطيرة
"حقنة هتلر" علاج عشوائي وغير علمي، له آثار سلبية على حياة المواطنين، وفق مستشار رئيس الجمهورية المصري لشؤون الصحة والوقاية، الدكتور محمد عوض تاج الدين، الذي أشار إلى أن "نزلات البرد مرض فيروسي لا يتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية، التي تُشكّل جزءًا من هذه الحقنة".
لكنها تنتشر في القرى النائية والأماكن الشعبية، إذ يعمل في الصيدليات أشخاص ليسوا صيادلة، ولا يستطيعون التشخيص الصحيح، فيعطون المريض حقنة هتلر كأنها "حل سحري"، ولكنها على المدى الطويل تُشكّل خطرًا كبيرًا على حياة المواطن الذي لا يفهم تركيبة هذه الحقنة.
وحسب تاج الدين، يمكن أن يؤدي استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية إلى مقاومة هذه الأدوية، ما يجعلها أقل فعالية في علاج الأمراض الخطيرة.
وأضاف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "حقن نزلات البرد أو الإنفلونزا، سواء كانت مُسكنة أو خليطًا من المسكنات والمضادات الحيوية وأدوية أخرى، لها مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الحساسية الخطيرة أو توقف الكلى، وتؤثر في أعضاء أخرى بالجسم".
وحذّر المرضى الذين يعانون نزلات البرد من تناول هذه الحقنة دون استشارة الطبيب، لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصةً إذا كان المريض يعاني مشكلات مرضية مزمنة، كالضغط والسكر والأورام وغيرها، لافتًا إلى أن "تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل سيحد من التناول العشوائي للأدوية".
ويزداد انتشار الفيروسات التنفسية في مرحلة تغير الفصول، ما يؤدي إلى إصابة نسبة كبيرة من المواطنين، خاصةً في بداية العام الدراسي وزيادة الاختلاط، لذا من المهم اتخاذ إجراءات الوقاية من الإصابة بالأمراض، مثل العزل المنزلي للمصابين لأيام عدة، واستشارة الطبيب للحد من أعراض المرض.
ويأتي تزايد الإقبال على هذه الحقنة في مصر بعد ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، خصوصًا مع عدم التزام المصريين إلى حد كبير بالإجراءات الاحترازية، وعدم استخدام أقنعة الوجه.
وبشأن الوضع الوبائي للفيروس، يصفه تاج الدين بـ"المطمئن"، على أساس أن "الحالات المصابة قليلة وتُعالج في المنزل، ولا توجد وفيات أو مضاعفات خطيرة تؤدي إلى الوفاة".
نصائح مهمة
من جانبه، يحذر رئيس أقسام الباطنة العامة والمناعة السابق في جامعة عين شمس، الدكتور أشرف عقبة، من "لجوء بعض المرضى إلى الصيدليات للحصول على علاج سريع المفعول لنزلات البرد، مثل حقنة هتلر التي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة".
ويضيف أن "التهابات الجهاز التنفسي العلوي في معظم الحالات تكون بسبب نوع من أنواع الفيروسات، وليس البكتيريا، لذا، فإن استخدام المضادات الحيوية في هذه الحالات غير فعّال، ويُسبب آثارًا جانبية خطيرة، مثل الحساسية التي تؤدي إلى الوفاة".
وأوضح عقبة، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "المسكنات الموجودة في حقن البرد قد تُسبب حساسية شديدة، ومشكلات في الكلى والكبد والأوعية الدموية"، مشيرًا إلى أن "الكورتيزون الموجود فيها يقلل من المناعة، ويرفع ضغط الدم والسكر، ويُسبب قرحة في المعدة".
وقدّمت وزارة الصحة في مصر نصائح عدة للمرضى للوقاية من نزلات البرد، منها ارتداء الكمامات، وتهوية الغرف جيدًا، وغسل اليدين بنحو متكرر، والتخلص من نفايات مرضى الإنفلونزا بطريقة آمنة، والحصول على اللقاحات اللازمة ضد الأمراض التنفسية، بحسب عقبة.
