قسد: اتفاق مع وفد دمشق على ضرورة وقف النار في كامل سوريا
يُعد التوتر المزمن من أبرز العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية والجسدية، ورغم ارتباط التوتر بالعديد من المشكلات الصحية كالاكتئاب وأمراض القلب، إلا أن تأثيره على الفم يُغفل في كثير من الأحيان.
ويشير الخبراء إلى أن الإجهاد المستمر لا تقتصر تأثيراته السلبية على الجسم والعقل فحسب، بل تمتد لتشمل صحة الفم، مما يتطلب اهتمامًا خاصًا لإدارة التوتر والوقاية من أضراره.
وفي حين أن التوتر قصير المدى قد يعزز التركيز والإنتاجية، إلا أن استمراره لفترات طويلة يؤدي إلى تغييرات هرمونية تضر بالجسم، وارتفاع مستويات الكورتيزول والأدرينالين يؤدي إلى تفعيل استجابة "القتال أو الهروب"، وعندما تستمر هذه الاستجابة، قد تتسبب في مشكلات صحية متعددة.
وتشمل هذه المشكلات اضطرابات الصحة النفسية مثل زيادة خطر القلق والاكتئاب، إلى جانب مشكلات القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب.
كما يؤدي التوتر المزمن إلى ضعف الجهاز المناعي، مما يقلل من قدرة الجسم على مقاومة العدوى، إضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي مثل ارتجاع المريء وقرحة المعدة ومتلازمة القولون العصبي.
ولا يقتصر تأثير التوتر المزمن على ذلك، بل يمتد إلى اضطرابات النوم، بما في ذلك الأرق وضعف جودة النوم والتعب المستمر.
ويحذر خبراء طب الأسنان من أن التوتر المزمن لا يضعف الجهاز المناعي فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى تغييرات سلوكية وفيزيولوجية قد تضر بصحة الفم.
وفي حديثه لصحيفة "هندوستان تايمز"، أوضح الدكتور برافول سابادرا، مؤسس مركز "سابادرا لطب الأسنان المتقدم"، أن التوتر المستمر يسهم في العادات الفموية السيئة وزيادة خطر الإصابة بأمراض الأسنان.
يُعد صرير الأسنان مشكلة شائعة ناجمة عن التوتر، حيث يقوم الأشخاص دون وعي بطحن أسنانهم أو الضغط على فكهم، خاصة أثناء النوم، مما يؤدي إلى تآكل المينا، وزيادة حساسية الأسنان، وآلام الفك، واضطرابات المفصل الصدغي الفكي.
قد يؤدي التوتر المرتفع إلى فقدان الدافع للعناية بصحة الفم، حيث يتجاهل الأفراد تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام. كما أن التوتر غالبًا ما يدفع إلى اتباع عادات غذائية غير صحية، مثل تناول الأطعمة السكرية والحمضية التي تضر بالأسنان.
يؤثر التوتر المزمن على إنتاج اللعاب، مما يؤدي إلى جفاف الفم وزيادة خطر التسوس وأمراض اللثة. كما أن بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب قد تفاقم هذه المشكلة.
يؤدي ضعف الجهاز المناعي الناتج عن التوتر المزمن إلى زيادة تعرض اللثة للالتهابات، مما يزيد من احتمال الإصابة بالتهاب اللثة والتهاب دواعم الأسنان. كما أن التوتر يبطئ عملية الشفاء، مما يطيل فترة التعافي من الجراحات والإصابات الفموية.
يؤدي الأرق واضطرابات النوم الناتجة عن التوتر إلى تفاقم صرير الأسنان، مما يزيد من مشكلات الأسنان. كما أن قلة النوم تؤثر سلبًا على قدرة الجسم على إصلاح وتجديد الأنسجة الفموية.
يسهم ارتفاع مستويات الكورتيزول في زيادة الالتهابات، ما يجعل أنسجة الفم أكثر عرضة للعدوى. وقد يؤدي التوتر المزمن أيضًا إلى فقدان العظام في الفك، مما يزيد من خطر فقدان الأسنان بمرور الوقت.
يؤدي التوتر إلى تطوير عادات فموية ضارة، مثل قضم الأظافر، ومضغ الأجسام الصلبة، واستخدام الأسنان كأداة، مما قد يسبب أضرارًا للأسنان واللثة. كما قد يؤدي التوتر إلى تجنب زيارة طبيب الأسنان، مما يؤخر العلاجات الضرورية ويؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية.
على الرغم من التأثيرات السلبية للتوتر على صحة الفم، يمكن التقليل من هذه الآثار باتباع استراتيجيات وقائية. يُنصح بإدارة التوتر من خلال ممارسة التأمل، وتقنيات التنفس العميق، والأنشطة البدنية مثل اليوغا.
كما يُوصى بالاهتمام بنظافة الفم، مثل الحفاظ على روتين منتظم للعناية بالأسنان، واستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، إلى جانب اختيار نظام غذائي صحي يحتوي على أطعمة غنية بالعناصر الغذائية وتقليل السكر والأطعمة الحمضية.
ويُنصح بالاستعانة برعاية طبية متخصصة، مثل استخدام واقٍ ليلي للأسنان لتقليل صرير الأسنان، وإجراء فحوصات دورية وعلاجات وقائية للحفاظ على صحة الفم.
ومن المهم أيضًا تبني أسلوب حياة صحي، يشمل تجنب التدخين والكحول، وممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الصحة العامة والحد من تأثيرات التوتر على الأسنان.
لتقليل التوتر وتأثيره على صحة الفم، يوصي الخبراء باتباع تقنيات فعالة مثل التأمل واليقظة الذهنية، التي تشمل تمارين التنفس العميق واليوغا، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام التي تسهم في إفراز الإندورفين وتقليل التوتر بشكل طبيعي.
كما يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة لتعزيز استقرار المزاج والطاقة.
من المفيد أيضًا الحصول على قسط كافٍ من النوم من خلال الالتزام بروتين نوم منتظم لتحسين الصحة العامة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لممارسة الأنشطة الاجتماعية والترفيهية، مثل الهوايات والتفاعل الاجتماعي، أن توفر دعمًا عاطفيًا وتخفف من مستويات التوتر.