6 غارات أمريكية على مواقع حوثية غربي تعز
مع تزايد مستويات التوتر والقلق حول العالم، بدأ مختصو الصحة النفسية بالترويج لاتجاه جديد في مجال العناية الذاتية يُعرف باسم "الكووزي ماكسينغ" (Cozymaxxing)، وهو أسلوب يركّز على الطقوس المريحة لتعزيز الشعور بالراحة والرفاه النفسي.
وبحسب تقرير نشرته مجلة Good Housekeeping المعنية بأسلوب الحياة، اكتسب هذا التوجه شعبية واسعة على منصات مثل "تيك توك"، حيث تُظهر مقاطع الفيديو الموسومة بـ#CozyMaxxing أشخاصًا يحتضنون حيواناتهم الأليفة، ويحتسون مشروبات دافئة، ويأخذون حمامات ساخنة، ويمارسون أنشطة هادئة مثل القراءة أو مشاهدة برامج تلفزيونية قديمة.
ووفقًا للدكتور دون غرانت، المستشار الوطني لإدارة استخدام الأجهزة في مركز نيوبورت للرعاية الصحية، فإن الهدف من "الكووزي ماكسينغ" هو "تفريغ التوتر وتعزيز الاسترخاء والصحة النفسية".
ويرى خبراء أن جاذبية هذا التوجه تعود إلى قدرته على موازنة متطلبات الحياة العصرية.
وتوضح الدكتورة ميشيل كويست رايدر، عالمة النفس الاجتماعي والرئيسة التنفيذية لمؤسسة علم النفس الأمريكية: "الكثيرون يشعرون بأنهم مشغولون دائمًا ومتأخرون دائمًا، وتوجهات مثل الكووزي ماكسينغ تمنح صوتًا لحاجة قد نكون نتجاهلها، أو ربما تمنحنا إذنًا لفعل شيء نرغب فيه مسبقًا لكن نشعر بالذنب تجاهه".
وتوضح المعالِجة النفسية مولي كانديب أن "الكووزي ماكسينغ" يدور حول إيجاد بيئة مقصودة تولّد شعورًا بالدفء والأمان.
وأكدت "هي فرصة للاهتمام بأنفسنا من خلال تهيئة محيط مادي يساعد على الراحة والاسترخاء".
وتضيف أن هذا المفهوم يتقاطع مع توجهات أخرى مثل "الهيغيه" المعني بالشعور بالراحة والدفء والرضا والسكينة، و"الفينغ شوي" المتعلق بتنظيم وتنسيق المساحات لتحقيق التوازن بين الإنسان والبيئة المحيطة، ومفهوم "التعشيش" الذي يركّز على الاستقرار في مكان معين.
ويؤكد الخبراء أن "الكووزي ماكسينغ" يشكّل نوعًا من مقاومة ثقافة الإنتاجية المفرطة التي تُعلي من قيمة الإنجاز المستمر على حساب الصحة النفسية.
وأوضحت كانديب "هو أسلوب يُطبّع الراحة كأمر طبيعي، ويشرّع الحاجة إلى التزوّد بالطاقة من خلال التوقّف المؤقت."
وتشير كويست رايدر إلى أن هذا التوجه يُفعّل الجهاز العصبي اللاودي المسؤول عن الراحة والتعافي، مما يساعد في تقليل الآثار الجسدية للتوتر.
وأشارت إلى أنه "يساعد على تحسين المزاج والنوم وحتى الوظائف الإدراكية".
وفيما يضيف غرانت أن "الكووزي ماكسينغ" يرفع مستويات السيروتونين والدوبامين والإندورفين، مما يعزّز المزاج والطاقة والقدرة على تنظيم العواطف.
ونظرًا لاعتماده على طقوس مألوفة ومريحة، يمنح "الكووزي ماكسينغ" شعورًا بالسيطرة والاستقرار وسط أوقات مضطربة.
وأكدت كويست رايدر أن "الدماغ لا يضطر إلى معالجة ضغوط جديدة، فهو يعلم مسبقًا ما يتوقّع، وهذا الإحساس بالتوقّع يمنحه الاستقرار".
لكن المعالجين يحذرون من المبالغة أو استخدام هذا الأسلوب كوسيلة للهروب، وأوضحت كانديب أنه "إذا كان الهدف من الكووزي ماكسينغ هو تجنّب التعامل مع التحديات، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز أنماط من التهرّب".
وتتفق معها ستيفاني ويكستروم، مؤسسة مركز المشورة والعافية في بيتسبرغ، قائلة أنه "ينبغي ألا يتحوّل هذا الأسلوب إلى عائق يمنعنا من عيش حياتنا بالكامل أو من طلب الدعم المهني عند الحاجة".
كما يوضح الخبراء أن الكووزي ماكسينغ لا يتطلب عناصر باهظة أو أماكن مصممة بدقة، وتشير كانديب إلى أن "المسألة ليست جمالية، بل تتعلق بما يجلب الراحة لك أنت"؛ سواء كان ذلك من خلال كتابة يوميات في ركن هادئ، أو مشاهدة فيلم مألوف، أو الاستمتاع بكوب شاي، فإن هذا الأسلوب شخصي تمامًا.
وفي المحصلة، يمكن اعتبار "الكووزي ماكسينغ" أداة فعّالة ضمن نهج أوسع للعناية الذاتية، حيث أوضحت كانديب "هو ليس علاجًا شاملًا، لكنه وسيلة مجدية لدعم صحتك النفسية، ويكون أكثر فاعلية حين يُدمج مع عادات صحية أخرى ومع الدعم المهني عند الحاجة".