تغيير واحد بنمط حياتك لشتاء لا يعرف "نزلات البرد"

أكد خبراء أن الأنف يمكن أن يكون المفتاح لمنع الفيروسات، وهناك طريقة واحدة لضمان أنه يقوم بدوره ألا وهي "الحفاظ على رطوبته".

وغالباً ما تُثبت العلوم صحة ما كان أجدادنا يقولونه منذ زمن. فمثلًا، عندما كانوا يحذرونك "ستصاب بالبرد في الخارج!" الأصل أنه عند الشعور بالبرد -من الناحية الفنية- لا يمكن أن تصاب بالمرض بسبب الطقس البارد وحده، لأن "معظم نزلات البرد تسببها الفيروسات".

الهواء البارد والجاف

 ومع ذلك، هناك طريقة واحدة يمكن أن تسهم فيها درجات الحرارة المنخفضة في زيادة خطر إصابتك بالمرض، وقد لا تكون على دراية بها.

"استنشاق الهواء البارد والجاف"، سواء في الخارج أو في منزلك، يمكن أن يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالبرد. وكل ذلك يعود إلى الطريقة التي يعمل بها الأنف لحمايتنا.

تقول الدكتورة إيمي براون، اختصاصية أمراض الرئة المعتمدة، وأستاذة مساعدة في طب الأطفال بكلية الطب في كلية نيويورك الطبية: "الأنف مصمم ليكون الخطوة الأولى في مكافحة العدوى وتصفية المهيجات في البيئة".

وأضافت: "يملك الأنف نظام ترطيب داخليًا يسمح له بالتكيف مع التغيرات في البيئة الخارجية بسهولة. هذا الدور بالغ الأهمية لأنه يمثل بداية إيصال الهواء النظيف والرطب إلى أعمق جزء من رئتينا".

وعندما يكون الهواء المحيط بالأنف جافًا جدًا، يضطر الأنف إلى العمل بجهد أكبر لترطيب الهواء الذي نستنشقه، وقد لا يتمكن دائمًا من مواكبة هذا الجهد.

تشرح براون أنه "عندما لا تعمل دفاعات الأنف على النحو الأمثل بسبب الجفاف، تصبح الفيروسات، مثل تلك التي تسبب نزلات البرد، قادرة على التسلل بسهولة أكبر".

كيف يعيق الطقس البارد نظام دفاع الأنف؟

يقول الدكتور بيتر هوانغ، اختصاصي الأنف والجراح: "تعتمد وظيفة الأنف الصحية على التشريح السليم، الذي يتيح تدفق الهواء بشكل جيد، وطبقة مخاطية مرطبة تساعد في الحفاظ على رطوبة الأنف ونظافته".

تلك الطبقة المخاطية، تشكل حاجزًا ماديًا يحول دون دخول الفيروسات والبكتيريا إلى الأنسجة وتعمل كجهاز مناعي نشط.

ووفقًا لدراسة نُشرت في عام 2022 في مجلة The Journal of Allergy and Clinical  Immunology  فإنه عندما تنخفض درجة الحرارة داخل الأنف بضع درجات، تتعطل وظيفة نحو 50% من الخلايا التي تقدم الحماية المضادة من الفيروسات في الأنف.

أسباب أخرى لجفاف الأنف وكيفية اكتشافه

إلى جانب الطقس البارد، يمكن أن تؤدي العديد من العوامل الأخرى إلى جفاف الأنف، مثل الجفاف، الحساسية، بعض الأدوية، التدخين، الملوثات الجوية.

وتشمل علامات جفاف الأنف الشعور بعدم الراحة، الحكة، المخاط الكثيف، وتغير حاسة الشم، الجفاف الشديد.

ويتفق الخبراء على أن أفضل ما يمكنك فعله إذا كنت تعاني من جفاف الأنف، هو ببساطة، معالجة الجفاف في الهواء والحفاظ على رطوبة الممرات الأنفية. 

وبدورها توصي الدكتورة "براون" باستخدام مرطب للهواء في المنزل لتحقيق الرطوبة المثالية، التي تتراوح بين 35-45%.