اعتبرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير لها حول العلاقات التركية- الروسية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان نجح في استغلال الولايات المتحدة، لكن يتم التلاعب به من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت المجلة، في التقرير الذي نشرته، أمس الثلاثاء، إن بوتين حقق ما أراده بالنسبة لمنطقة إدلب خلال الزيارة التي قام بها أردوغان لروسيا هذا الأسبوع، والتي أطلعه الرئيس الروسي خلالها على آخر تطورات صناعة السلاح الروسية، بما فيها مقاتلتا سوخوي 35 وسوخوي 57 اللتان تعتبران بمثابة الرد الروسي على مقاتلة الشبح الأمريكية أف 35.
ولفتت المجلة إلى أنها المرة الثانية التي يتواجه فيها أردوغان وبوتين بشأن مسألة شائكة بعد أزمة إسقاط طائرة روسية من قبل مقاتلات تركية العام 2015ن والتي انتهت باعتذار الرئيس التركي لنظيره الروسي بعد ردة فعل موسكو القوية تجاه الحادث.
وأشارت المجلة في تقريرها، إلى أن تركيا، كانت تأمل أن تكون إدلب منطقة عازلة قبل أن تبدأ قوات النظام السوري بهجوم على المنطقة في الفترة الأخيرة بموافقة روسية، متوقعة تصاعد ذلك الهجوم في الفترة المقبلة.
وبين التقرير أنه "بعد عودة أردوغان إلى تركيا مباشرة، وتفاخر وسائل إعلامه بشأن الإنجازات العظيمة التي حققها في موسكو، استأنفت قوات النظام السوري قصفها لمناطق في إدلب .. هذا يعني أن بوتين يعرف تمامًا كيف يتلاعب ويستغل الرئيس التركي".
وأضافت أن "ما قام به بوتين، هو أنه قدم لأردوغان ترحيبًا كبيرًا في موسكو، فيما أبدى الرئيس التركي إعجابه الشديد بالمعدات العسكرية الروسية في الوقت الذي كان فيه بوتين يضغط عليه فيما يتعلق بموضوع إدلب.. الحقيقة أن بوتين عرف تمامًا أين يضع أردوغان، وهو يدرك أن الزعيم التركي لن يجرؤ على انتقاده، خاصة وأن خياراته باتت محدودة بعد توتر العلاقات مع واشنطن بشكل كبير".
ورأى التقرير، أنه في الوقت الذي يمكن أن يواصل فيه أردوغان "انتقاد واشنطن واعتبارها عدوًا فإن بوتين هو الوحيد الذي يضحك الآن".