الجيش الإسرائيلي: نجري تقييمات مسبقة لهجمات حماس المحتملة

logo
أخبار

فايننشال تايمز: خيارات بوتين المفيدة تنفد في التعامل مع روسيا البيضاء

فايننشال تايمز: خيارات بوتين المفيدة تنفد في التعامل مع روسيا البيضاء
17 أغسطس 2020، 1:00 م

لا يزال عشرات الآلاف من المحتجين يتظاهرون ضد رئيس روسيا البيضاء، إلكسندر لوكاشينكو، المتقدم في السن، وبات عمال المصانع التي تديرها الدولة يهتفون للمعارضة، وضباط الشرطة والجنود يخلعون زيهم الرسمي، حيث كان لوكاشينكو يعيش أسوأ كوابيس فلاديمير بوتين، عندما دعا نظيره الروسي لإجراء محادثات طارئة في نهاية هذا الأسبوع.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه ما سيناقشه الزعيمان القويان اللذان حكما الدولتين المتجاورتين لفترة طويلة، إذ ستتمحور المحادثات بالتأكيد حول الاحتجاجات ضد حكم لوكاشينكو الذي دام 26 عاما، إلا أن توقع رد فعل بوتين لن يكون بنفس السهولة.
ووفقا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، لطالما اعتبرت روسيا جارتها روسيا البيضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، دولة عميلة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.

وتعتمد مينسك بقدر كبير على المساعدات والإعانات المالية من موسكو، وقد سعى بوتين في السنوات الأخيرة إلى المضي قدما، وإكمال خطة تعود لعقود لدمج البلدين بشكل أعمق.
فمن دعم نظام فاقد لثقة شعبه، إلى الرضوخ لهذا النوع من الاحتجاجات الجماهيرية التي سعى بوتين منذ فترة طويلة إلى قمعها في الداخل، وضعت الاحتجاجات الكرملين في موقف لا تمتلك فيه عدة خيارات جيدة.



ضمان أمن بيلاروسيا
وكان ملخص لوكاشينكو لمحادثاتهما مباشرا، إذ قال إن بوتين وعد بموجب اتفاق التكامل بين البلدين، بتقديم مساعدة عسكرية شاملة لضمان أمن بيلاروسيا، إذا تعرضت للتهديد من قبل قوى خارجية.
وأضاف أن الجانب الروسي أكد مجددا استعداده لتقديم المساعدة الضرورية لحل التحديات التي تواجه بيلاروسيا.
وأشار بعض المحللين الغربيين، الذين طالما زعموا أن بوتين قد يكرر غزوه جورجيا في عام 2008 أو غزوه أوكرانيا في عام 2014، إلى أن هذه التصريحات تعتبر مؤشرا على اقتراب انتشار عسكري روسي آخر.
إلا أن أغلب مراقبي الكرملين، يتوقعون أن يبقى الرئيس الروسي على الهامش ظاهريا، بينما يضغط الكرملين سرا على لوكاشينكو، لإيجاد طريقة ما لنزع فتيل الأزمة.
وأشار أرتيوم شريبمان، المعلق السياسي المقيم في مينسك، إلى أن تصريحات الكرملين تضمنت الكثير عن الصداقة بين الشعبين، ولا كلمة واحدة عن دعم الرئيس البيلاروسي الحالي، وأضاف أن الكرملين قرر الانتظار والترقب.
وغذّت الاحتجاجات المناهضة للوكاشينكو، التي بدأت قبل 8 أيام، بعد أن أعلن الرئيس فوزا مشكوكا فيه في الانتخابات، رسالة قوية مؤيدة للاستقلال، ما يعنى أن أي تحرك من جانب موسكو لدعم الرئيس من المرجح أن يلقى معارضة محلية قوية، ومع ذلك يقلق الكرملين من أن يؤدي سقوطه إلى تعجيل ميل البلاد نحو الغرب.



اتفاق توافقي مع المعارضة
ويقول المحللون إن موسكو تفضل التوصل إلى اتفاق توافقي مع المعارضة، وذلك لترك لوكاشينكو في موقف ضعيف، وجعل المعارضة مهيمنة على الوضع، على الرغم من أن ذلك بات أمرا مستبعدا، نظرا لرده الوحشي على الاحتجاجات حتى الآن.
وقالت تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة شركة "أر بوليتيك" الروسية لاستشارات الخطورة السياسية: إن "بوتين يرى الأزمة كشأن داخلي خاص بلوكاشينكو، ولو كان الأمر يتعلق بتنافس لوكاشينكو ضد الغرب، لكان الوضع مختلفا جدا، وكان الكرملين قد تحدث بشكل مختلف".
وأضافت: أنه "وضع خطير، وأي احتجاجات تمثل تحديا لروسيا أيضا، لكنهم يعتقدون الآن أن الأمر يمكن السيطرة عليه، وهو ناتج عن قرارات سيئة من لوكاشينكو".
وفي حين أن الزعيمين كانا حليفين منذ فترة طويلة وصديقين مقربين، إلا أن علاقتهما قد انهارت خلال العام الماضي، وأثار لوكاشينكو غضب الكرملين بظهوره وهو يؤخر عملية الاندماج، وفي الأسابيع الأخيرة اعتقل مرتزقة روسا واتهم موسكو بمساعدة منافسيه.
وعندما تدخل الجيش الروسي في أوكرانيا، جاء ذلك في أعقاب الاحتجاجات التي دعت كييف إلى الانحياز إلى الاتحاد الأوروبي بدلا من موسكو، ما دفع بوتين إلى القلق بشأن ضم "الناتو" لجارة مهمة.
وعلى النقيض من ذلك، اختار بوتين عدم التدخل مباشرة في الاحتجاجات الحاشدة في عام 2018 على ضد زعيم أرمينيا، وهي دولة سوفيتية سابقة أخرى، وبعد أن أطاحت المظاهرات بالحكومة، واحتفظت الإدارة الجديدة بسياستها الخارجية تجاه موسكو.
وكتب ألكسندر باونوف، زميل أول في مركز كارنيغي للأبحاث في موسكو، في تحليل حديث: "في روسيا البيضاء، يُنظر إلى جميع السكان على أنهم ودودين تجاه روسيا، وبالتالي فإن فقدان حاكم حليف لا يعتبر تحولا كارثيا، ولهذا السبب لا تُرى احتجاجات الشعب في بيلاروسيا ضد النظام على أنها معادية لروسيا".
إلا أن المحللين يحذرون من أن أي تدخل روسي نيابة عن لوكاشينكو، يخاطر بتغيير ذلك الوضع، ومن شأن أي عمل عسكري روسي أن يجد دعما أقل بكثير بين الروس العاديين مقارنة بغزو شبه جزيرة القرم وضمها في عام 2014، والذي حصل على موافقة واسعة النطاق، وأدى لارتفاع شعبية بوتين إلى رقم قياسي بنسبة 89%،
إذ يعتقد 22% فقط من الروس، أن فوز لوكاشينكو في الانتخابات كان حقيقيا، وفقا لاستطلاع رأي أجرته الأسبوع الماضي، مؤسسة "فيشيم" الروسية المملوكة للدولة، في حين يعتقد 89% أن الأحداث التي تجري في البلاد مهمة لروسيا.
وقالت ستانوفايا، إن معضلة موسكو هي إعطاء لوكاشينكو ما يكفي من الدعم لإنهاء الاحتجاجات، مع بناء علاقات مع إدارة مستقبلية لتحل محله، وبذلك يكون التحدي الذي يواجه بوتين، إيجاد خلف للوكاشينكو يتبع المسار الموالي لروسيا، وإلا فإن الخيار المتبقي سيكون وصول زعيم للحكم موال للغرب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC