غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان

logo
أخبار

تقرير فرنسي: أردوغان يطمح لإيجاد موطئ قدم في لبنان عبر "القوّة الناعمة"

تقرير فرنسي: أردوغان يطمح لإيجاد موطئ قدم في لبنان عبر "القوّة الناعمة"
07 سبتمبر 2020، 10:55 ص

اعتبر تقرير نشره موقع "لوريون لوجور" الفرنسي، أنّ تركيا تعمل على إيجاد موطئ قدم لها في لبنان عبر "القوة الناعمة" وبث شبكة علاقات مع أوساط سنيّة، موضحا كيفية استخدام من أسماهم التقرير "بيادق" أنقرة لتحقيق مطامع أردوغان في التوسع ودعم نفوذه في المنطقة.

ويقر كاتب التقرير "لا يزال من الصعب التحقق من مثل هذه المزاعم، خاصة أن أنقرة لا تملك في بلاد الأرز أجندة سياسية راسخة، ومع ذلك فقد أقام الأتراك ببطء ولكن بثبات شبكات وروابط على مستويات مختلفة مع المجتمعات السنية في جميع أنحاء لبنان"، وفق قوله.

وتحدث التقرير عن طرق ووسائل متعددة تنتهجها تركيا في هذا السياق، أولها مواصلة أنقرة العمل على تعزيز "قوتها الناعمة" في لبنان من خلال تقديم المنح الدراسية والانخراط في الأنشطة الثقافية حيث تمتد استثمارات تركيا في لبنان إلى المجتمع السني بأكمله، ومن المقرر افتتاح مستشفى تركي في مدينة صيدا قريباً فيما تم توزيع آلاف المنح الجامعية.





ويتعلق مجال آخر لهذه السياسة بالجالية التركمانية في البلاد، التي يبلغ تعدادها عدة آلاف من السكان المنتشرين بين شمال وشرق لبنان (والتي يُضاف إليها اللاجئون السوريون).

وأشار التقرير إلى أنه "في حين أن العلاقات مع أنقرة كانت ضعيفة حتى ما يقرب من عقد من الزمان، فإن تركيا تمول المشاريع من خلال وكالة التعاون التركي، ويقول العديد من أفراد المجتمع السني إنهم يشعرون بالضغط بسبب وجود الدولة التركية أكثر من نظيرتها اللبنانية.

ويشكل منح الجنسية محورًا رئيسيًا لهذه السياسة أيضا، بحسب التقرير، ففي 8 آب/ أغسطس، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال زيارة لبيروت، أن الرئيس أردوغان قد أصدر تعليماته لمنح الجنسية لجميع اللبنانيين التركمان أو من أصل تركي.

ووفقًا للأرقام شبه الرسمية، تم بالفعل منح ما يقرب من 9600 حالة تجنيس (من حوالي 18000 طلب) حتى العام 2019.

ولم يكن جميع المتقدمين من أصل تركي أو تركماني، مع جذب العديد من اللبنانيين بشكل خاص من حالة الاستقرار التركي وأسلوب الحياة في تركيا ومسلسلاتها التلفزيونية ونظامها دون تأشيرة مع لبنان، بينما يرى بعض السنة في القوة التركية مصدر فخر جديدا في مواجهة النفوذ الإيراني في بلاد الشام.





ومع ذلك كان لتأثير تركيا المتزايد داخل المجتمع السني تداعيات سلبية على العلاقات بين الطوائف اللبنانية، إذ أوضح التقرير أنه على سبيل المثال يتعرض الأرمن لضغوط متزايدة حيث ظهر الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لتركيا في مسيراتهم وهم يلوحون بالأعلام التركية ويرددون شعارات خطيرة للغاية.

كما قام أنصار تركيا مؤخرًا بترهيب الإعلامي الأرمني المعروف نيشان الذي انتقد أردوغان، ووجهوا تهديدات وإهانات للأرمن اللبنانيين.

وتسلط هذه الحالات الضوء على المخاطر التي قد تنشأ من تعاظم النفوذ التركي في بلد تشترك فيه معظم الأقليات في وجهة نظرها وموقفها من الحكم العثماني الذي تعتبره مرحلة مؤلمة.





ويشير التقرير، إلى نقطة مهمة وهو أنه "حتى الآن امتنعت أنقرة عن دعم حزب سياسي واحد مثل النسخة اللبنانية من جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية، ربما بهدف البقاء فوق السياسات الحزبية والاحتفاظ بالدعم الشعبي بين أوسع شريحة ممكنة من المجتمع السني".





ومع ذلك، يقول التقرير، فإن العداء المتزايد بين تركيا و عدد من الدول العربية سيجعل من الصعب الحفاظ على هذه العلاقات.

كما أقام رئيس المخابرات التركية والمقرب من أردوغان، هاكان فيدان، علاقات وثيقة مع مدير الأمن العام عباس إبراهيم، وهو شخصية شيعية متزايدة النفوذ في البلاد، بحسب التقرير ذاته.





ويقول التقرير: إنّ تركيا لم تتدخل بشكل مباشر في السياسة اللبنانية، لكن ذلك قد يتغير بعد الانفجار في مرفأ بيروت، وبالتالي يمكن تفسير زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان في أعقاب الانفجار ومبادرته لإنهاء المأزق السياسي في البلاد، جزئيًا، على أنها محاولة لمنع تركيا من الحصول على موطئ قدم آخر في البحر المتوسط.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC