لماذا قررت إيران زيادة تخصيب اليورانيوم بالتزامن مع الانتخابات الأمريكية؟

ناقشت تقارير إخبارية لوسائل إعلام إيرانية معارضة، قرار البرلمان الإيراني بإلزام الحكومة تخصيب اليورانيوم لمعدل يفوق ما ينص عليه الاتفاق النووي، وماهية رسالة طهران من هذا القرار المتزامن مع إجراء الانتخابات الأمريكية.

وكان البرلمان الإيراني أعلن، أمس الإثنين، عن تصويت أغلب أعضائه على مشروع قانون يلزم الحكومة بزيادة إنتاج وتخزين اليورانيوم المخصب، وتشغيل ألف جهاز طرد مركزي من طراز "IR-2m"؛ وذلك لمواجهة العقوبات الأمريكية.

وجاء مشروع القرار الإيراني بعنوان"إجراءات إستراتيجية لرفع العقوبات"، حيث شدد على منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ضرورة "إنتاج 120 كلغم من اليورانيوم بنسبة 20٪ سنويًا، وتشغيل ألف جهاز طرد مركزي IR-2m، وألف جهاز طرد IR-6 حتى شهر آذار/ مارس المقبل، وإعادة قلب مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل".

وبهذا الخصوص، قال تقرير لموقع "زيتون" الإخباري المعارض، إن"إعلان إيران هذا القرار في التوقيت الراهن يحمل رسالة ظاهرة، وهي إيصال فكرة عدم اهتمام طهران بالانتخابات الأمريكية، رغم أن هذه الانتخابات تأتي في ظل تحمل الإيرانيين لوطأة العقوبات".

وأضاف التقرير أنه"بالرغم من تصريحات البرلمانيين الإيرانيين بأن الهدف من هذا القرار هو الضغط على أطراف الاتفاق النووي الأوروبيين لإعادتهم التعاملات التجارية والاقتصادية مع طهران، إلا أن هذا القرار ليس بعيدًا عن الانتخابات الأمريكية".

وذكر التقرير أن"الحكومة الإيرانية وأطيافًا كثيرة من الشعب الإيراني تتابع الانتخابات الأمريكية بشكل يومي وهم في حالة اضطراب، ويعلقون آمالهم على تصريحات المرشح الديمقراطي، جو بايدن حول عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، ومع ذلك يسعى البرلمان بقيادة المتشددين ومعه الحرس الثوري إلى إظهار أن مستقبل إيران لا يرتبط بنتائج الانتخابات الأمريكية".

الاستعداد للتفاوض

وأشار تقرير موقع "زيتون" إلى بيان أصدره الحرس الثوري في الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأمريكية بطهران خلال أحداث الثورة الإيرانية للعام 1979، حيث شدد الحرس في بيانه على "عدم ربط حل المشكلات الداخلية للبلاد بالتطورات الخارجية".

ونوه التقرير إلى أن قرار إيران الأخير يمكن أن يحمل رسالة تعبر عن فكرة استعداد طهران للتفاوض مع واشنطن، رغم أن هذا القرار جاء في وقت استبق نتائج الانتخابات الأمريكية.

أهمية الانتخابات الأمريكية

وفي تقرير تحليلي آخر، رأت إذاعة "زمانة" المعارضة، أن"قرار إيران بزيادة تخصيب اليورانيوم يأتي في ظل تكهنات بفرض واشنطن حزمة جديدة من العقوبات، والضغوط الاقتصادية والسياسية على طهران في حال فاز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية".

وأضاف التقرير أنه"على الرغم من تصريحات مختلف المسؤولين والبرلمانيين الإيرانيين بعدم إعطاء أي أهمية للانتخابات الأمريكية، إلا أن قرار البرلمان الأخير، وبيان الحرس الثوري في ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية، قد أكدا على أهمية الانتخابات الأمريكية بالنسبة لجميع التيارات في إيران، بما في ذلك تيار المتشددين والحرس الثوري".

وحول جدوى قرار البرلمان الإيراني بتحديد مسألة التفاوض بين طهران وواشنطن، أكد تقرير إذاعة "زمانة" أن"المسائل كالبرنامج النووي والمفاوضات المحتملة مع أمريكا لا يستطيع البرلمان أن يتخذ فيها قرارات دون موافقة المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي".

وتابع التقرير"أثبتت التجربة أن القرار الأول والأهم في إيران لدخول مفاوضات مع أمريكا يمر عبر عدد من المؤسسات الحاكمة بعد موافقة خامنئي، أهمها: المجلس الأعلى للأمن القومي، ومجمع تشخيص مصلحة النظام، وأخيرًا البرلمان الذي يمثل آخر درجة في سلم القرار الإيراني".