لم تكن المواجهة التاريخية بين الرئيسين، الأمريكي دونالد ترامب، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي جرت، الجمعة، أمام كاميرات وسائل الإعلام، أول توتر بين الزعيمين، فترامب نفسه أقرّ بوجود "بعض التوتر" في علاقته مع زيلينسكي قبل أسبوع من "مواجهتهما الساخنة".
عام 2019 شهد أول مكالمة بينهما، حينها حث ترامب زيلينسكي على البحث عن معلومات "قذرة" حول تعاملات تجارية في أوكرانيا لهانتر، نجل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، إلا أن الرئيس الأوكراني لم يستجب، وهو أمر بالتأكيد لم يرق لترامب، خصوصاً أن هذا الاتصال شكل بعدها أساساً لعزله الأول من قبل مجلس النواب.
وفي عام 2022، الذي شهد بدء الحرب الروسية الأوكرانية المدمّرة حتى الآن، والتي كانت في عهد الرئيس بايدن، أدلى ترامب بعدة تصريحات منتقدة لكييف وزيلينسكي، وكثيراً ما صرّح بأنه قادر على وقف الحرب استناداً إلى معرفته بنقاط ضعف زيلينسكي وبوتين.
التقى الرجلان في سبتمبر 2024، أثناء حملة ترامب لعودته إلى البيت الأبيض، ورغم أن التصريحات حينها لم تظهر تصادماً كبيراً إلا أنها ألمحت إلى خلافات قادمة، حين قال إنه "لديه علاقات جيدة مع الرئيسين الروسي والأوكراني"، وهو موقف حيادي يبتعد كثيراً عن موقف سلفه، بايدن، الذي كان يصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"الديكتاتور".
واستبق ترامب لقاءه مع زيلينسكي بتصريحات صاخبة زعم فيها أن إدارة بايدن دفعت 350 مليار دولار لمساندة أوكرانيا في صد الهجوم الروسي، وأن كييف تجرّ العالم نحو الحرب العالمية الثالثة.
قيل 10 أيام من لقائهما ،وصف ترامب زيلينسكي بـ"ديكتاتور بلا انتخابات"، قبل أن يتراجع ويؤكد أنه يكنّ له كل الاحترام.
المواجهة الساخنة
بدأت بسخرية ترامب من لباس زيلينسكي عند استقباله أمام المكتب البيضاوي، بقوله للصحفيين، إنه "يرتدي ملابس أنيقة اليوم"، ليواجه الرئيس الأوكراني سؤالاً في المؤتمر الصحفي عن عدم ارتدائه بدلة رسمية، فيكرر ترامب سخريته إنه يرتدي ملابس أنيقة.
اللقاء العاصف استمر 50 دقيقة، بدأ بلوم ترامب لزيلينسكي على عدم تقديم الشكر لأمريكا، واتهامه بأنه يقامر باندلاع حرب عالمية ثالثة.
وقام ترامب بحركات ساخرة وهو يقلّد زيلينسكي أثناء قوله: "لا أريد وقف إطلاق النار".
وتدخل نائب ترامب متهماً أوكرانيا بإرسال الجنود إلى الموت، من دون تسوية واضحة.
ورد زيلينسكي على جيه.دي.فانس: "تحدث معي باحترام"، رافضاً إجراء أي تسويات مع بوتين الذي وصفه بـ"القاتل".
واستمر الجدال بين فانس وزيلينسكي عدة دقائق وكانا يتحدثان خلال وقت واحد، ولا يبدو أنهما يستمعان لبعضهما.
غادر زيلينسكي البيت الأبيض قبل موعد انتهاء زيارته، ولم يوقع على صفقة المعادن التي كانت مقابل ضمانات أمنية لأي اتفاق لوقف النار.
