عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
أخبار

"نيويورك تايمز": هجمات فرنسا تسلط الضوء على خطر أبعد من شبكات التطرف

"نيويورك تايمز": هجمات فرنسا تسلط الضوء على خطر أبعد من شبكات التطرف
07 نوفمبر 2020، 3:07 م

سلطت الهجمات الإرهابية الأخيرة في فرنسا الضوء على خطر جديد أبعد من شبكات التطرف، حيث كانت الهجمات على أيدي أفراد متطرفين ليسوا على علاقة بالشبكات الإرهابية، الأمر الذي أثار تساؤلات حول استجابة الحكومة.

ولم يكن جميع منفذي الهجمات الأخيرة معروفين لدى الشرطة، حيث لم يتعهد أي منهم بالولاء لجماعة إرهابية، ولم تعلن أي جماعة أنهم أعضاء فيها، ولم يذكر أي منها أي برنامج سياسي، وكانت علامات التطرف الطفيفة تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانوا مسلحين بسكاكين فقط.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يقدم الشبان الثلاثة الذين نفذوا الهجمات، التي هزت فرنسا، تحديا صعبا للسلطات الفرنسية، والذي يتمثل في التعرف إلى الأفراد المعزولين المتطرفين ذاتياً، دون علاقة بالشبكات الإسلامية المتطرفة، ما يثير تساؤلات صعبة حول ما إذا كانت التدابير الواسعة، التي اتخذتها الحكومة رداً عليها هي التدابير الصحيحة.

ورأت أنه يصعب تعقب هؤلاء الارهابيين بسبب عدم ارتباطهم بأي مجموعة، وغالبا ما يخفون ميولهم العنيفة، ولكنهم بعيدون كل البعد عن الهجمات المنظمة التي اجتاحت فرنسا قبل نصف عقد من الزمان، والتي تضمنت التخطيط المتطور والأسلحة، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات، وأعلن تنظيما "داعش" والقاعدة مسؤوليتهما عنها، كما أنها كانت مختلفة عن الهجوم، الذي وقع هذا الأسبوع في العاصمة النمساوية فيينا، الذي نفذ باسم تنظيم "داعش"، على يد مواطن نمساوي أدين بمحاولة الانضمام إلى التنظيم في سوريا.





جيل جديد

ونقلت الصحيفة عن برنار سكوريني الرئيس السابق لأجهزة الاستخبارات الداخلية الفرنسية القول إنه "جهاد شخصي وديني وبدون مطالب"، مشيرًا إلى أن "فرنسا تواجه جيلا جديدا من المتطرفين الإسلاميين".

من ناحيته، أشار جان شارل بريسارد مدير مركز تحليل الإرهاب، وهو منظمة أبحاث تتخذ من باريس مقرا لها، إلى أنه في العام الماضي، نفذ جميع الهجمات الإرهابية المتطرفة السبعة في فرنسا، بما فيها الهجمات الثلاثة الأخيرة، أفراد غير معروفين لدى أجهزة المخابرات، استخدموا أسلحة غير متطورة ولم تكن لهم علاقة واضحة بالجماعات الإرهابية، بحسب الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن "أحد منفذي الهجمات، وهو إبراهيم العيساوي (21 عامًا)، الذي وصل في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى مدينة نيس الجنوبية بعد أسابيع فقط من مغادرته تونس مع مهاجرين آخرين على متن قارب من مسقط رأسه، مدينة صفاقس الساحلية".

وأضافت "قتل إبراهيم ثلاثة أشخاص في كنيسة نوتردام في نيس قبل أن يندفع نحو ضباط الشرطة بينما كان يصرخ (الله أكبر)، وتم نقله إلى المستشفى وهو مصاب بجراح خطيرة ويعاني أيضاً من كورونا".





الشرارة

ونقلت "نيويورك تايمز" عن جيل كيبل، وهو عالم السياسة الفرنسي الخبير في الإسلام والعالم العربي، قوله إنه "بعد انهيار تنظيم داعش في سوريا، ظهر هذا الجيل الجديد من المتطرفين في الجو الجهادي السائد على بعض مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض المدن الأوروبية".

ورأى أنه "في بيئة تعزز (التمزقات الثقافية)، وتحرض الإسلام السلفي المتطرف ضد الغرب والإسلام المعتدل، يصبح هؤلاء الشباب متطرفين، ويشتعلون بالشرارة الصحيحة"، لافتًا إلى أنه "بدون هذا الجو، لن تكون هناك شرارة، وبدون هذه الشرارة، لن يكون هناك هجوم".

وفي الهجمات الأخيرة، كما ذكرت الصحيفة، كانت الشرارة هي إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية في مجلة "شارلي إيبدو"، التي تسخر من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات ضخمة في الخارج، بما في ذلك في باكستان، حيثُ أوضح كيبل أن مقاطع الفيديو، التي تظهر المتظاهرين "يلوحون بسكاكين هائلة"، أثرت في منفذ الهجوم الأول.

وذكرت السلطات الفرنسية أن زاهر حسن محمود، وهو رجل يبلغ من العمر 25 عامًا وصل إلى فرنسا قادمًا من باكستان منذ عدة سنوات للبحث عن عمل، شاهد مرارا مقاطع الفيديو قبل أن يشترى سكين جزار ويطعن شخصين خارج المكاتب السابقة لـ"شارلي إيبدو" في باريس يوم 25 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي.

وقالت الصحيفة "يبدو أن أنباء الطعن قد دفعت عبدالله أنزوروف، وهو لاجئ يبلغ من العمر 18 عاماً من أصل شيشاني، نشأ في فرنسا، وأصبح في الأشهر الأخيرة نشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي المتطرفة، إلى حافة الهاوية، وفي نفس يوم الطعن، بدأ أنزوروف البحث عن عناوين الأفراد الذين أساءوا إلى الإسلام، وفقا لتحليل حسابه على موقع تويتر، الذي قدمته صحيفة (لوموند)".

وأضافت "في نهاية المطاف، استقر على معلم في مدرسة إعدادية أثار عرضه للرسوم الكاريكاتورية (المسيئة) في صف عن حرية التعبير غضب العديد من الآباء والطلاب المسلمين، ثم خرج مسلحاً بسكين وبندقية وقطع رأس المعلم صموئيل باتي في الـ16 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي".

وفي هذا السياق، نقلت "نيويورك تايمز" عن وسيم نصر، وهو صحفي متخصص في الحركة الجهادية قوله إن "الهجمات الثلاث الأخيرة تتميز بغياب المطالب السياسية ووجود مطلب ديني فقط"، مشيرًا إلى أن المهاجمين كانوا "متعصبين" وليسوا "جهاديين".

وأوضح أن الغضب الديني، الناجم عن إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية، قد أدى إلى توسيع مجموعة الإرهابيين المحتملين، مبينًا أنه لعب دوراً في رواية الحركة الجهادية بأن جميع المسلمين يهتمون لقتالهم.

وأضاف نصر، وهو مؤلف كتاب عن تنظيم "داعش"، أنه "بدلا من الاعتراف بالتعصب الديني الخالص وراء الهجمات، أعطتها الحكومة الفرنسية بعدا سياسيا، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج عكسية".





تهديد

وقالت الحكومة الفرنسية إن التهديد الرئيس يأتي من "النزعة الانفصالية الإسلامية"، التي تصفها بأنها شبكة إسلامية راديكالية محلية الصنع تشكل تحدياً للعلمانية الصارمة في فرنسا، ورداً على الهجمات الأخيرة، شنت السلطات الفرنسية حملة على الأفراد والمنظمات المسلمة التي وصفتها بأنها متطرفة، وفقا لتقرير "نيويورك تايمز".

وقال أوليفييه روى، وهو عالم سياسي بمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا ومتخصص في الإسلام، إن رد الحكومة الفرنسية غير ملائم نظرًا للطبيعة الجديدة لهذا التهديد، مبينًا أن "خطأ الحكومة هو الاعتقاد بأن هذا النوع من التطرف، هو نتيجة تلقين ديني".

إلا أن بريسارد قال وفقا للصحيفة "إنهم يتصرفون بمفردهم، لكنهم ليسوا منفصلين"، مؤكدًا أنه من أجل مكافحة هذه الموجة الجديدة من الإرهابيين، يتعين على فرنسا القضاء على الشبكات المتطرفة التي تعد "وسيطا طبيعيا ومنطقيا في العملية التي تؤدى إلى العنف"، وتوسيع قدرة فرنسا على جمع المعلومات الاستخبارية من خلال إشراك الشرطة المحلية والمسؤولين المحليين.

بينما قال سكوريني، إن تعقب الأفراد الذين ليس لهم صلات بالجماعات الإرهابية يشكل تحديًا جديدًا لأجهزة الاستخبارات في البلاد، مضيفًا أنه يتعين عليهم الآن محاولة فهم الإشارات التي لا تظهر سوى على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أكد "الحاجة إلى ترتيب الأمر بذكاء وإجراء تحليل أدق، ونحن أقل براعة في فعل ذلك".



logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC