الخارجية الأمريكية: أي تطبيع للعلاقات بين واشنطن ودمشق ستحدده تصرفات السلطات المؤقتة
سلطت شبكة سي إن إن الضوء على أرشيف ضابط بارز عين أخيرا مستشارا في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
واتهم الضابط الأمريكي البارز، وزير الخارجية مايك بومبيو، ومسؤولين بارزين آخرين في الإدارة الأمريكية، بالتربح من دعم إسرائيل، مشيرا إلى أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل كان نتيجة أموال "اللوبي الإسرائيلي"، التي ذهب جزء منها كرشاوى لمسؤولين في البيت الأبيض مقابل دعم تل أبيب.
وأدلى العقيد المتقاعد من الجيش "دوغلاس ماكغريغور"، الذي عُيّن مستشارا أول لوزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر هذا الأسبوع، بهذه التصريحات في ظهورين إعلاميين في عام 2012 و2019.
ووفقا لشبكة "سي إن إن"، قال ماكغريغور في مقابلة أجريت معه في أيلول/ سبتمبر 2019، ردا على سؤال عما إذا كان مستشار الأمن القومي، آنذاك، جون بولتون والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام يريدان الحرب مع إيران: "عليك أن تنظر إلى الأشخاص الذين يمولون هؤلاء الأفراد".
وأضاف أن "بولتون أصبح غنيا جدا جدا وبات في وضعه الحالي بسبب دعمه غير المشروط للوبي الإسرائيلي، فهو رجلهم في البيت الأبيض".
وبين ماكغريغور: "الشيء نفسه ينطبق إلى حد كبير على بومبيو، فهو يتطلع لأن يكون رئيسا، ويتلقى المال من اللوبي الاسرائيلي".
وقال ماكغريغور، وهو ناقد صريح للسياسة الخارجية الأمريكية والحروب التي لا نهاية لها، إن اللوبي الإسرائيلي له "نفوذ هائل" على الكونغرس، واتهم اللوبي بالسعي للتحريض على "ضربات عسكرية" ضد إيران في مقابلة أجريت عام 2012 مع شبكة "آر تي" الروسية.
وأضاف قائلا: "أعتقد أن لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية (ايباك) والعناصر التابعة لها أو المرتبطة بها، قد استخدمت مبالغ هائلة من المال على مدى سنوات عديدة لجمع نفوذ هائل في الكونغرس".
وقد تعرض السياسيون في الماضي للانتقادات من قِبل الجماعات اليهودية لربطهم الدعم لإسرائيل بالمال، وفي العام الماضي، نشرت النائبة الديمقراطية إلهان عمر تغريدة على تويتر قالت فيها إن دعم السياسيين لإسرائيل يتمحور حول المال.
ومن ثم اعتذرت عمر عن بعض هذه التعليقات التي قالت رابطة مكافحة التشهير إنها "تروج لنظرية المؤامرة القبيحة المعادية للسامية بأن اليهود لهم تأثير كبير على السياسة الأمريكية".
ولم يرد ماكغريغور على طلبات التعليق، ورد المتحدث باسم وزارة الدفاع على الشبكة ببيان أُرسل في وقت سابق من هذا الأسبوع يؤكد تعيين ماكغريغور وأن "عقود خبرته العسكرية ستُستخدم للمساعدة في مواصلة تنفيذ أولويات الأمن القومي للرئيس".
وقال بولتون من خلال متحدث: "أنا لا أرد على أعداء السامية"، ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق نيابة عن بومبيو.
وتظهر الإفصاحات المالية لبومبيو أنه لم يتلق أموالا من جماعات مؤيدة لإسرائيل في 2018 و2019، بينما تظهر إفصاحات بولتون أنه حصل على آلاف الدولارات لتحدثه إلى الجماعات المؤيدة لإسرائيل قبل تعيينه مستشارا للأمن القومي في البيت الأبيض في عام 2018.
ويأتي تعيين ماكغريغور مستشارا أول لوزير الدفاع الجديد بالوكالة وسط اضطرابات، بعد أن استبدل البنتاغون 4 من كبار المسؤولين المدنيين، بمن فيهم وزير الدفاع مارك إسبر، بالموالين لترامب في الأيام الأخيرة لإدارته.
وتم ترشيح ماكغريغور ليصبح سفيرا للولايات المتحدة لدى ألمانيا الصيف الفائت، لكن ترشيحه توقف في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بعدما ذكرت شبكة سي إن إن أنه قلل من شأن المهاجرين واللاجئين، ودعا إلى فرض الأحكام العرفية والقوة المميتة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهاجم القوة العسكرية الألمانية وثقافتها.
هذا وقد هاجمت عدة جماعات يهودية لحقوق الإنسان ترشيح ماكغريغور لمنصب السفير، بعد أن تبين أنه رفض إحياء ذكرى الألمان للمحرقة وقلل من شأن تاريخ البلاد النازي.
واستعرض موقع "كيه فيل" تعليقات إضافية من ماكغريغور قال فيها إن تورط الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية كان "كارثة"، وقال إنه لم يكن هناك رغبة للولايات المتحدة بالدخول في حرب مع ألمانيا النازية.