logo
أخبار

تقرير: مخيم في طهران تتخذه السلطات مركزا لتعذيب المهاجرين الأفغان

تقرير: مخيم في طهران تتخذه السلطات مركزا لتعذيب المهاجرين الأفغان
22 نوفمبر 2020، 8:55 م

كشف تقرير نشره موقع إيراني معارض، الاثنين، أن مخيم "عسكر آباد" بمدينة أرومية الواقعة جنوب شرق العاصمة طهران، يواجه فيه المهاجرون الأفغان والباكستانيون، أوضاعا قاسية منها التعذيب الجسدي والتهديد بالاعتداء الجنسي.

وتحدث أفغاني يدعى "حسن حسيني"، لموقع "إيران واير" المعارض، أن "حلمه بالوصول إلى أوروبا تحول إلى قصة مريرة عندما اعتقلته السلطات الإيرانية ونقلته إلى مخيم عسكر آباد بمدينة أرومية الواقعة جنوب شرق طهران".

وقال حسن حسيني بعد أكثر من خمس سنوات، عاشها خلال رحلة كان يهدف من خلالها الوصول إلى أوروبا، ووقع في قبضة السلطات الإيرانية "باختصار، أعتقد أننا كنا كالأغنام، مع اختلاف أنهم أعطوا الأغنام الماء والعشب حتى لا تموت، لكنهم لم يعطونا الماء والطعام، هكذا تحدث القصص كل يوم في إيران، والأسوأ من ذلك كله، عدم السماح للمهاجرين بمغادرة المخيم".

وأضاف "في عام 2015 قررت الذهاب إلى إحدى الدول الأوروبية للتخلص من الفقر وانعدام الأمن في أفغانستان، لكن في الخطوة الأولى، بعد عبور الحدود الإيرانية، ألقت شرطة الحدود القبض علينا وتغير مصيري، حيث الحرمان من الطعام والنوم في مخيم عسكر آباد بالعاصمة طهران".





وأوضح "بعد اعتقالنا، تم نقلنا جميعا إلى نقطة تفتيش ماكو الحدوديةـ شمال غرب إيران على الحدود مع تركياـ وتعرضنا للعنف من قبل حرس الحدود".

ووفقا لما ذكره حسن حسيني "لم يُسمح لنا حتى بالذهاب إلى المرحاض، وفي اليوم التالي لاعتقالنا، وبعد ليلة مليئة بالإذلال والشتائم، أرسلتنا شرطة الحدود إلى مخيم في أورمية بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غرب إيران، وكان الليل حلَّ عندما وصلت الحافلة بنا إلى المخيم، وتدفق المئات من طالبي اللجوء والمهاجرين فوق بعضهم البعض، وتزايدت أعدادهم مرارا، وفي صباح اليوم الثاني للاحتجاز، تم نقل جميع المهاجرين إلى مخيم عسكر آباد جنوب شرق طهران".

وفي روايته لتلك اللحظات، قال حسن حسيني لموقع إيران واير: "نُقلنا إلى قبو المخيم، وعندما نزلنا الدرج، كانت هناك قاعة على يميننا وواحدة أمامنا؛ كل قاعة بها غرفتان وفيها مهاجرون باكستانيون، وكانت مزدحمة للغاية لدرجة أنه كان من الصعب العثور على مكان للجلوس، ولم يكن ثمة ماء للشرب أو الاغتسال، وكانت المراحيض ممتلئة دائما ويبدو في بعض الأحيان أنه من المستحيل استخدامها، فيما كانت القاعات مليئة بالخنافس".





 

وأشار المواطن الأفغاني "لقد أخذت السلطات الأمنية بصمات أصابع من المهاجرين الأفغان والباكستانيين الذين ليس لديهم تصريح إقامة في إيران، وكان العديد من المهاجرين محتجزين عند المعابر الحدودية الإيرانية مع أفغانستان أو تركيا أثناء دخولهم الحدود أو مغادرتها، كانت الخطوة التالية هي الانتقال إلى معسكر الحجر الأبيض (معسكر عسكر آباد) لعبور الحدود (العودة) إلى أفغانستان، إذ يتم ترحيلنا من هذا المعسكر".

وبين حسن حسيني "أن المسؤولين في مخيم عسكر آباد بطهران قاموا بتجويع المهاجرين لبضع ساعات، وكانت الساعة التاسعة ليلا عندما أحضروا طعاما مثل الشولة (نوع من الأرز الأفغاني)، فصَلوا الأفغان وأطعموا الباكستانيين فقط، وفي وقت النوم، أفرغوا القاعة على اليسار وأجبرونا جميعا على دخول قاعة واحدة، كان هناك أكثر من 500 من الأفغان وقفوا حتى الصباح دون نوم، ومكثنا في المخيم مدة يومين ولم يعطونا قطعة خبز واحدة".

وعن تعامل السلطات في مخيم عسكر آباد بطهران مع المحتجين من المهاجرين، قال حسيني "لقد استخدم رئيسهم عبارات فاحشة ضدنا، وضرب مراهقا وهدده مرارا وتكرارا بالاغتصاب".

 





 

وعن توفير الطعام لهم، بين "كان للمخيم -أيضا- كشك لبيع السندويشات والماء، يُفتح في الساعة الـ 11 صباحا كل يوم، وكانت شطيرة مكونة من طبقة من النقانق وشريحتين من الخبز الجاف تُباع للمهاجرين بسعر مرتفع، وكان علينا أن نقوم بشراء هذه الشطائر للبقاء على قيد الحياة".

وأضاف المهاجر الأفغاني "ما قُدم للمحتجزين المهاجرين الأفغان خصوصا بالمجان كان الشتائم والضرب والتهديد".

وعندما حان الوقت للانتقال إلى ما سمّاه بـ"الحجر الأبيض"، قال "كان على كل شخص من المهاجرين، أن يدفع مقابل النقل في هذه المرحلة، وبعض المحتجزين لم يكن لديهم نقود، لكن الجنود الإيرانيين لم يقبلوا وضربوهم بالخراطيم ".

حسن حسيني، حسب قوله كان "محظوظا" عندما علم أنه سيعاد إلى أفغانستان بعد بضع ساعات من الاعتقال في "الحجر الأبيض"؛ ما حدث له حول المعبر الحدودي إلى بهجة: "أخيرا، أوقفنا شخص عند المعبر وطلب منا إخباره إذا كانوا تعرضوا للأذى أو التحرش، فقال لنا قولوا تخلصنا من الجحيم ولم نستطع البقاء لساعة واحدة. قلنا جميعا ليس لدينا شكاوى، وفي النهاية أخذ منا هذا الشخص الذي هو رجل أمن، 500 ألف ريال إيراني وقال إن هذا من حق البلدية".

وأعيد حسن إلى أفغانستان، وكان من المفترض أن يحقق حلمه في الدول الأوروبية، ولكن في الدولة المجاورة إيران، سُمح له بفعل الكثير لدرجة أن الخطوة الأولى أصبحت كابوسا بالنسبة له، ويعيش الآن في أفغانستان، لكن المئات من اللاجئين الأفغان والباكستانيين الآخرين ما زالوا يعيشون في الظروف الموصوفة.





وما يسمى بمخيم أو معسكر آباد الذي يعد واحدا من أكبر السجون الذي جرى بناؤه في عام 2004 وهو مخصص لاحتجاز المهاجرين الأفغان في إيران، حيث يؤخذ المهاجرون الأفغان الذين قدموا إلى إيران بشكل غير قانوني من أفغانستان أو أولئك الذين لديهم بطاقة ولكن ليس معهم إلى المخيم وفحصهم، ويُنقل المهاجرون غير الشرعيين الذين تم اعتقالهم في محافظة طهران إلى المعسكر وإعادتهم إلى أفغانستان من إيران بعد نقلهم إلى حدود دوغارون.

ويواجه الأفغان في هذا المعسكر المعاملة السيئة، وفي عام 2009، شنت الشرطة أعنف حملة اعتقال أسفرت عن احتجاز 3938 أفغانيا في مدينة كرج غرب طهران.

وبعد إندلاع الحرب في سوريا تؤكد التقارير أن الحرس الثوري أجبر الأفغان على القتال في سوريا وأسس لهم جناحا عسكريا يدعى "فيلق فاطميون"، ولقي نحو خمسة آلاف مقاتل أفغاني مصرعهم في ذلك الصراع في تقرير تم نشره لمواقع إيرانية معارضة عام 2014.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC