logo
العالم

خبراء: تصعيد بيلاروسيا المفاجئ ضد أوكرانيا "محاولة لخلط الأوراق"

خبراء: تصعيد بيلاروسيا المفاجئ ضد أوكرانيا "محاولة لخلط الأوراق"
بوتين ولوكاشينكو في لقاء سابقالمصدر: رويترز
21 أغسطس 2024، 4:37 ص

أحدث موقف بيلاروسيا المفاجئ من الحرب الروسية الأوكرانية، ردود فعل دولية واسعة، وفتح الباب أمام تحليلات الخبراء لقراءة تداعيات قرار الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بنشر نحو ثلث جيشه على الحدود مع أوكرانيا.

وتأتي هذه الخطوة في ظل محاولات روسيا استعادة السيطرة على أراضيها داخل كورسك، بعد التوغل الأوكراني المفاجئ، وسط تصعيد بيلاروسي تجاه أوكرانيا.

وقال لوكاشينكو إن بلاده يمكنها تحويل خططها الدفاعية إلى هجومية إن لزم الأمر، ملوحًا بصاروخ "إسكندر" البيلاروسي القادر على حمل رؤوس نووية.

ويرى خبراء أن التدخل البيلاروسي المفاجئ يمثل تحذيراً روسياً بأن كل الخيارات متاحة لحسم ملف الحرب مع أوكرانيا، وأن أشد الأسلحة وأخطرها ستكون حاضرة، فيما يرى آخرون أنه يأتي في إطار الحرب النفسية ومحاولة لخلط للأوراق.

أخبار ذات علاقة

لوكاشينكو: تصعيد أوكرانيا سيدفع روسيا لاستعمال السلاح النووي

 "قطع خطوط إمداد جبهة كورسك"

ويقول الخبير العكسري الأردني مأمون أبو نوار: "لا أعتقد أن بيلاروسيا سوف تزج بجنودها في المعارك وبالتالي لن تدخل الحرب، ما يعني أن إمكانية توسع الصراع تبدو ضئيلة".

وأضاف أبو نوار لـ"إرم نيوز" أن الهدف من نشر بيلاروسيا لجنودها على الحدود مع أوكرانيا يأتي لقطع خطوط الإمداد الأوكرانية على جبهة كورسك".

وأشار إلى أن "بيلاروسيا لديها أسلحة روسية الصنع ومنها صاروخ إسكندر القادر على حمل رؤوس نووية، وبعض الأسلحة والصواريخ التكتيكية".

وتابع: "هذا التلويح الذي تقوم به لا يبتعد كثيراً عن إطار الحرب النفسية التي يحاول كلا الطرفين اللعب عليها، فالروس ومن يحالفهم يبرزون أوراق قوة بين حين وآخر، فيما الغرب يتغنى بتقدم القوات الأوكرانية ويحاول على الأقل تحقيق مكاسب سياسية من ذلك".

واعتبر أبو نوار أن "تقدم أوكرانيا في كورسك رمز سياسي أكثر من كونه نصر عسكري، ويحتاج إلى موارد كبيرة لكي يدوم، وربما أرادت أوكرانيا من هذه الخطوة تخفيف وطأة العمليات الروسية في دونباس، لكن ذلك لم يحدث ولم يسحب بوتين قواته".

"ورقة ضغط"

بدوره يرى الخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة، أن "دخول بيلاروسيا على خط المعادلة هو بمثابة ورقة روسية  للصغط على كييف، حيث إن فكرة التهديد باستهداف الداخل الأوكراني لم تكن حاضرة من قبل".

ويقول السبايلة لـ"إرم نيوز"، إن "تحريك موسكو لورقة بيلاروسيا أمر مهم وخطير، لكنه يضع بيلاروسيا في مواجهة محتملة مع المنظومة الغربية".

واعتبر أن "هذه الخطوة قد تنذر بتصعيد كبير، وفي حال أي استهداف لبيلاروسيا فإن روسيا قد تخسر آخر أوراقها المهمة في سياق الضغط على أوكرانيا" بحسب السبايلة.

"موقف مساند"

بدوره، يقول أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية أيمن براسنة، إن "هناك حالة تأهب وتوتر كبيرة وواضحة على الجبهة البيلاروسية الأوكرانية؛ حيث تربطهما حدود طويلة تصل إلى ألف كيلومتر مربع، ويبدو أن هناك جهات لها مصلحة في دخول البيلاروس على جبهة الحرب الروسية الأوكرانية".

ويضيف البراسنة لـ"إرم نيوز": "قد تسعى أوكرانيا لمزيد من التحشيد الدولي والغربي المساند لها، على قاعدة أن حليفاً جديداً لموسكو يلوح بانتهاك أراضيها".

ويتابع: "الروس كذلك يضغطون بورقة بيلاروسيا على قاعدة أنهما حليفان تربطهما اتفاقية تعاون عسكري مشتركة وقعت العام 1999، وبموجبها يقوم البلدان بمناورات عسكرية مستمرة، وأن انتهاك سيادة بيلاروسيا يستوجب من موسكو اتخاذ موقف مساند".

ويتابع البراسنة قائلاً إن "الموقف البيلاروسي يستند إلى قيام أوكرانيا بانتهاك سيادتها وأجوائها عبر رصد العديد من المسيرات الأوكرانية، ونشر قوات أوكرانية على حدودها، الأمر الذي تفاعلت معه بيلاروسيا بالتأكيد على استعدادها للتعامل معه".

واستطرد: "هذا السياق كله لا يمكن فصله عن مصلحة لعدة أطراف في جرّ بيلاروسيا إلى الحرب، لكن هذا يبدو صعباً في ظل عدم مقدرة الغرب وأوكرانيا على إدارة وتنظيم هكذا مساحات واسعة من الصراع المعقد".

أخبار ذات علاقة

خبراء: تحرك بيلاروسيا "المفاجئ" ينذر بفتح جبهة جديدة ضد أوكرانيا

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC