إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد "التأكد من أمن الحركة الملاحية"

logo
أخبار

علاء الدين تشاكيجي.. زعيم المافيا الذي جعله أردوغان جزءا من تركيبة التحالف الحاكم لتركيا

علاء الدين تشاكيجي.. زعيم المافيا الذي جعله أردوغان جزءا من تركيبة التحالف الحاكم لتركيا
02 ديسمبر 2020، 8:45 ص

ارتقى علاء الدين تشاكيجي، زعيم المافيا الأكثر شهرة في تركيا، والذي أدين مرارا بتهم متعددة من الجريمة المنظمة إلى تهريب المخدرات، ليصبح الآن جزءا من تركيبة حكومة التحالف الفعلية في تركيا.

فبعد إطلاق سراحه أخيرا من السجن بعفو حكومي، يحاول تحسين صورته العامة، والمشاركة بالتعليق على مجموعة من قضايا السياسة الداخلية والخارجية، وفي تهديد منتقدي الحكومة علنا.

البداية من تنظيم الذئاب الرمادية

تشير خلفية تشاكيجي، كما عرضها موقع "نورديك مونيتور"، الأوروبي المتخصص بالشؤون التركية، إلى أنه كان عضوا في تنظيم" الذئاب الرمادية" المتطرفة اليمينية، وهي التي وظفها الرئيس رجب طيب أردوغان طويلا لإدارة حملة تخويف في الداخل والخارج.

عمل تشاكيجي، البالغ من العمر الآن 67 عاما، مع منظمة المخابرات الوطنية التركية (MIT) منذ العام 1987 في إدارة عمليات سرية داخل تركيا وخارجها قبل اعتقاله في فرنسا. وهناك قضى حكما بالسجن ستة أشهر في نيس قبل تسليمه إلى تركيا في ديسمبر 1999 ليتدرج وصولا إلى قلب السياسة.

وكان تشاكيجي متورطا في تنفيذ جرائم قتل لم يتم حلها لصالح القوى الخفية المتواجدة في فروع الأمن والاستخبارات للحكومة، كما يشير التقرير.





توحيد مجموعات المافيا

ومنذ إطلاق سراحه من السجن في الـ 16 من أبريل 2020 بموجب عفو حصل عليه حزب الحركة القومية وأيده أردوغان، انشغل تشاكيجي بتوحيد مجموعات المافيا المختلفة نيابة عن الحكومة وبإصدار تهديدات للسياسيين المعارضين.

وفي الـ 17 من نوفمبر 2020، هدد تشاكيجي زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليجدار أوغلو في بيان مكتوب بخط اليد نُشر على تويتر.

وفي البيان إهانة للسياسي المعارض بوصفه "مخبرا جاهلا يخدم الخونة كالكلب"، وتعهد زعيم المافيا بمعاقبة كيليجدار أوغلو بالخوزقة. كما دافع عن دولت بهجلي، رئيس حزب الحركة القومية، باعتباره شيخه المحترم.

كما وصف الزعيم السابق المسجون لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، صلاح الدين دميرتاس والناشط التطوعي المسجون عثمان كافالا بالخيانة. وفي كل ذلك ظل أردوغان صامتا تجاه تهديدات التصفية الجسدية العلنية لمعارضيه

تجريح ماكرون وزوجته

وفي الـ17 من سبتمبر 2020 كتب تشاكيجي على تويتر :"أود أن أذكّر هذا الرجل المسمى ماكرون (الرئيس الفرنسي) زوج المرأة المسنة، والذي يريد إثارة البحر الأبيض المتوسط ​​بتوجيه منها، بأننا دفناكم في المياه العميقة في كاناكالي "خلال الحرب العالمية الأولى".

وفي أوائل نوفمبر كتب تشاكيجي، منتقدا حظر الحكومة الفرنسية أنشطة الجماعة القومية التركية المتطرفة "الذئاب الرمادية".

كما هدد اليونان بإزالتها من الوجود. وصدرت تصريحات مماثلة بشأن ليبيا و ناغورني قره باغ وقبرص والعراق وسوريا، حيث تقدم حكومة أردوغان مساعدة عسكرية للفصائل المتحالفة مع تركيا.

وفي يونيو 2020، التقى تشاكيجي، مع محمد علي آكا، القومي التركي الذي حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1981، كون الاثنين كانا مرتبطين بتنظيم  الذئاب الرمادية.





سجل جنائي لم يستثن قتل زوجته

ومعروف أن لتشاكيجي سجلا حافلا بالجريمة والسجن، ففي العام 2007 أدين "بقيادة عصابة إجرامية منظمة" من قبل محكمة في إسطنبول وقُدم للمحاكمة بتهمة ترويع 40 من رجال الأعمال لعدم تقديم عطاءات في بيع بنك التجارة.

وفي مايو / أيار 2010 أدين وحكم عليه بالسجن لمدة عام . وقد رفعت ضده نحو 12 قضية جنائية أخرى وتحمل مسؤولية مقتل 41 شخصا. حتى أنه قتل زوجته السابقة نوري أوغور كيليتش في يناير 1995 بعد أن كشفت عن بعض المعاملات القذرة التي تورط فيها زوجها السابق تشاكيجي. فقد هددها علنا قبل القتل، واعترف القاتل المستأجر، عبد الرحمن كسكين، في بيان علني أنه ارتكب جريمة القتل بأمر من رئيس المافيا تشاكيجي.

وفي بلجيكا عندما استجوبه محققون بعد اعتقاله في فرنسا في أغسطس 1998، اعترف بتورطه في تهريب كميات هائلة من الهيروين إلى أوروبا مع تاجر المخدرات التركي سليم إيشيك، المعروف أيضا باسم سليم الثعلب.

وقد تم القبض على إيشيك في يناير 2010 بإسطنبول ووجهت إليه تهمة إدارة شبكة تهريب الهيروين والمخدرات غير المشروعة من إيران وباكستان وأفغانستان إلى أوروبا، وخاصة هولندا.

عمله مع المخابرات بجواز دبلوماسي

ويشير التقرير إلى أن تشاكيجي عمل بشكل وثيق مع يافوز أتاك، وهو مسؤول سابق في MİT كان يشرف على العمليات الخارجية للمنظمة، بدأ في حماية تشاكيجي، وزوده بجواز سفر دبلوماسي لمساعدته على الفرار من تركيا عندما واجه عقوبة السجن الوشيك.

وفي بيان صدر العام 2011 أمام المدعي العام الذي كان يحقق في عمليات القتل خارج نطاق القضاء، اعترف أتاك بأن تشاكيجي شارك في بعض عمليات المخابرات MİT، واستفاد من أموالها وتم تدريبه على القيام بواجباته.

كما عمل تشاكيجي مع ضابط استخبارات آخر، هو كاشف كوزين أوغلو، الذي انكشف عندما ألقت الشرطة القبض عليه في عدة مكالمات هاتفية تم التنصت عليها مع تشاكيجي بينما كان يحاول مساعدته على الفرار من تركيا.

وقد أُدين كوزين أوغلو في مارس 2010 مع العديد من الأشخاص الآخرين للمساعدة في تهريب زعيم المافيا تشاكيجي، الذي حُكم عليه هو نفسه بالسجن لمدة أربع سنوات وسبعة أشهر في المحاكمة ذاتها.





الانتقال لحزب العدالة والتنمية

ويوثّق التقرير إلى أن تشاكيجي فقد داعمه الرئيس، حزب الحركة القومية، عندما خسر الحزب اليميني المتطرف انتخابات العام 2002 أمام حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، وظل يعمل معه إلى أن ارتقى الآن للمشاركة المافيوية في أنشطة الائتلاف الحاكم.

ففي أعقاب تحقيقات الفساد التي كشفت عن أردوغان وأفراد أسرته في ديسمبر 2013، لجأ أردوغان إلى المافيا والتشكيلات المتطرفة للحصول على الدعم. تمت إقالة المئات من قادة الشرطة من مناصب رئيسية منذ يناير 2014 واستبدالهم بشخصيات مريبة لديها سجلات التعامل مع المافيا.

ويسجّل التقرير أن أردوغان وحلفاءه احتاجوا إلى وجه عام لتوحيد مجموعات المافيا المتباينة، واستغلوا سيدات بيكر، الزعيم المدان في عصابة الجريمة المنظمة. لكن بيكر فشل في تلبية التوقعات، فلجأ أردوغان وحزب الحركة القومية إلى تشاكيجي باعتباره الرجل الذي يدير عصابات الجريمة في العالم السفلي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC