إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش يستعد لهجوم "كبير" على إيران

logo
أخبار

تحليل: اتفاق المغرب وإسرائيل يسقط فرضية ارتباط مسيرة التطبيع ببقاء ترامب

تحليل: اتفاق المغرب وإسرائيل يسقط فرضية ارتباط مسيرة التطبيع ببقاء ترامب
14 ديسمبر 2020، 6:12 م

يؤشر الإعلان عن اتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، يوم الخميس الماضي، بوساطة أمريكية، إلى سقوط فرضية ارتباط هذه المسيرة بوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، إذ ساد اعتقاد عقب توقيع "اتفاقيات إبراهيم" بين إسرائيل والإمارات والبحرين ثم انضمام السودان إلى المسيرة، بأن خسارة ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، ستفقد هذه المسيرة زخمها.

وتبددت الفرضية التي كانت ترجح جمود مسيرة تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية مع فوز بايدن، بعد أن أعلن ترامب أن المغرب وإسرائيل بصدد استئناف علاقات التطبيع، وأنهما بصدد إرساء علاقات دبلوماسية وتجارية وتسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين، ومن ثم عودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل عام 2000، أي قبيل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.



ووفق مصادر إسرائيلية "أثبت الرئيس ترامب قدرة كبيرة على الإدارة الدبلوماسية وحل النزاعات عبر استغلال الأدوات الصحيحة بشكل حكيم، سواء كانت القوة العسكرية أو الأدوات الأخرى، كما لعب بأوراقه التجارية لإبرام صفقات في عالم السياسة، وقاد الأمور إلى اتفاقيات سلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب".

مزايا

ولفتت التصريحات المتكررة بشأن رغبة قرابة 10 دول إضافية، على رأسها سلطنة عمان في إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل نظر العديد من المحللين، ومن بينهم الباحث يوني بن مناحم، والذي أشار عبر مقالته بموقع "مركز القدس للشؤون العامة والدولة" إلى أن انضمام المغرب إلى مسيرة التطبيع "يقوي الائتلاف العربي – الإسرائيلي ضد المحور الذي تقوده إيران".

وعلى عكس الانطباع السائد بأن غالبية الدول فقدت الحماسة بشأن الدخول في مسيرة من هذا النوع مع الدولة العبرية، لكن المحلل الإسرائيلي يعتقد أن هذه الدول "تستغل الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب، والذي يسلم مهام منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير 2021 لخلفه بايدن، وتعمل على الدخول إلى مسيرة سلام مع إسرائيل بشكل عاجل".



وأحصى بن مناحم المزايا التي سيحصل عليها المغرب من وراء استئناف العلاقات، وعلى رأسها مسألة الاعتراف الأمريكي بسيادتها على الصحراء الغربية، وبيعها أسلحة متطورة، على رأسها طائرات المهمات الاستراتيجية من دون طيار من طراز "MQ-9B Sea Guardian"، والتي يبلغ مدى عملها 11 ألف كم، وتستطيع تغطية مساحات شاسعة، كما سيتسلم المغرب أسلحة أخرى حديثة بقيمة تصل إلى مليار دولار.

مخاوف فلسطينية

ويعتقد بن مناحم أن "هناك حقيقة ثابتة وراء جميع التطورات التي شهدتها الفترة الأخيرة من ولاية ترامب، وهي أن الفلسطينيين هم من يراوحون مكانهم، بعد أن كانوا قد رفضوا صفقة القرن الأمريكية التي تمنحهم دولة فلسطينية مستقلة على 70% من مساحة الضفة الغربية"، على حد زعمه، مضيفا: "أرادوا كل شيء ولم يحصلوا في النهاية على أي شيء".

ودلل الباحث الإسرائيلي على أن بلاده تحرز تقدما نحو الانفتاح على مزيد من الدول الإسلامية بينما يفقد الفلسطينيون مزيدا من النقاط، بحقيقة أن هناك مباحثات سرية تجري وراء الكواليس مع دول مثل النيجر، وموريتانيا، ومالي، وجيبوتي، وإندونيسيا، وسلطة بروناي، من أجل توقيع اتفاقيات سلام، مضيفا أن التحدي الأكبر بالنسبة لإسرائيل يظل موافقة المملكة العربية السعودية على إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، مضيفا أن المملكة تتمسك بموقفها الذي ينص على أن السلام مع إسرائيل سيتحقق فقط لو قبلت بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود حزيران/ يونيو 67.



وتساءل المحلل الإسرائيلي "إذا ما كان كل ذلك يشكل صفعة لمواقف السلطة الفلسطينية؟"، وقال إن عاهل المغرب، الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا برئيس السلطة محمود عباس من أجل طمأنته بشأن موقف الرباط من القضية الفلسطينية، مع أن عباس لديه مخاوف كبيرة من التطورات المحتملة المقبلة، وعلى رأسها قبول سلطة عمان التطبيع مع إسرائيل، فضلا عن تصريحات مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، والتي أشار خلالها مؤخرا إلى أن التطبيع بين تل أبيب والرياض هو مسألة وقت.

ورأى أن التطبيع بين المغرب وإسرائيل يشكل صفعة للفرضية التي تبناها رئيس السلطة الفلسطينية بشأن فوز بايدن بالرئاسة الأمريكية وتسبب هذا الفوز في تجميد ملف التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، لأن ما حدث هو العكس، إذ تعمل هذه الدول من منطلق حسابات اقتصادية أو أمنية أو سياسية، لا صلة لها بصعود بايدن أو بالاعتبارات الخاصة بالسلطة الفلسطينية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC