logo
أخبار

بين حزب ساعار والتناوب مع غانتس.. هل سقط نتنياهو بين شقي الرحى؟

بين حزب ساعار والتناوب مع غانتس.. هل سقط نتنياهو بين شقي الرحى؟
19 ديسمبر 2020، 10:35 م

ذكرت وسائل اعلام إسرائيلية، أن ثمة حالة من التفاؤل خيمت على مسيرة المفاوضات الجارية بين حزبي "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و"أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع بيني غانتس، والتي تستهدف منع حل الكنيست وإعلان الذهاب إلى انتخابات رابعة في غضون عامين، تدل غالبية المؤشرات على كونها ستنتهي بخسارة الطرفين.

وأشار مصدر سياسي تحدث مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" دون أن تكشف هويته أن حالة التفاؤل تنبع من الحديث عن إمكانية التوصل إلى تفاهمات بشأن تطبيق مسألة التناوب على منصب رئيس الوزراء في موعدها ومن دون تأجيل، إضافة إلى المصادقة على الموازنة العامة لسنة 2021 بحد أقصى أواخر كانون الثاني/ يناير المقبل.

ويفترض أن يتم إعلان حل الكنيست الـ 23 منتصف ليل الثلاثاء المقبل لو لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الحزبين الشريكين، لكن المصدر المقرب من المباحثات أكد للصحيفة أن هناك أملا كبيرا وحالة من التفاؤل إزاء حل الأزمة ظهرت في الساعات الأخيرة.

أزمة الموازنة



ومن بين التفاهمات التي تم التوصل إليها ما يتعلق بالموازنة العامة، وهو ملف كاد يسقِط هذه الحكومة مبكرا في آب/ أغسطس الماضي، وبعد تشكلها بأشهر معدودة، إذ نص الاتفاق الائتلافي في أيار/ مايو الماضي على أن يتم المصادقة على الموازنة العامة بحد أقصى يوم الـ 25 من آب/ أغسطس 2020، بيد أن كلّا من غانتس ونتنياهو تمسكا بشروطهما المتناقضة وكاد الأمر يسقِط الحكومة لكن حدث اتفاق جديد أطلِق عليه "اتفاق اللحظات الأخيرة".

ووفق المصادر التي تحدثت مع الصحيفة، مساء السبت، تم الاتفاق حتى الآن بين "الليكود" و"أزرق أبيض" على المصادقة على موازنة العام 2020 فورا، ويجري الحديث هنا عن تنازل جديد من قبل غانتس إذ كان انتقد نتنياهو بشدة بسبب الإرجاء؛ لأن هذا العام ينتهي عمليا ولم يعد بالإمكان ضخ نفقات بأثر رجعي. لكن مع ذلك يدل قبوله لهذا الإجراء على رغبته في حل الأزمة وتجنيب البلاد انتخابات جديدة.

وفيما يتعلق بموازنة العام المالي الجديد 2021، يقول المصدر إنه سيتم الانتهاء من إعداد تفاصيل موازنة العام الجديد والمصادقة عليها بالقراءات الثلاث أمام الكنيست خلال شهر كانون الثاني/ يناير 2021 ومن دون تأجيلات جديدة.

حتمية التناوب



ويرتبط ملف الموازنة -أيضا- بملف آخر في غاية الأهمية بالنسبة لغانتس، وهو ملف التناوب على رئاسة الحكومة، إذ شهدت الأشهر الأخيرة تشكيك مستمر في إمكانية انتقال المنصب لغانتس، واتهامات لنتنياهو بالسعي لانتهاك بنود الاتفاق الائتلافي وعدم تسليم المنصب لشريكه وزير الدفاع، حتى ولو كلفه الأمر الذهاب إلى معركة انتخابية جديدة ستكلف البلاد مليارات الشواكل وسط الأزمة الاقتصادية الراهنة.

لكن الصحيفة نقلت عن المصدر المقرب من مسيرة المباحثات بين الحزبين أن هناك أجواء تؤشر على إمكانية تنفيذ اتفاق التناوب في الموعد المحدد، إذ تشكلت الحكومة الـ 35 في تاريخ إسرائيل بناء على اتفاق بين نتنياهو وغانتس بالتناوب على رئاسة الحكومة على أن يتولى نتنياهو المنصب لمدة عامين، قبل أن ينتقل إلى غانتس المنصب ويصبح نتنياهو نائبا لرئيس الوزراء.

ويشار إلى أن القناة الإسرائيلية "أخبار 12" كانت اقتبست مطلع الشهر الماضي، جانبا من تصريحات غانتس خلال اجتماع الكتلة الحزبية التي يتزعمها، أكد خلالها أنه لا يصدق أن نتنياهو سينفذ الاتفاق الائتلافي وسينقل إليه منصب رئيس الوزراء، وذكر: "أدرك أنني لن أناوب نتنياهو على المنصب، لا أصدق نتنياهو حتى ولو قبل حلول موعد التناوب بـ 24 ساعة".

وخلال الأسابيع الماضية كان بالإمكان تفهم موقف غانتس هذا، وعدم قناعته مثل الكثير من المراقبين والمحللين الإسرائيليين، إضافة إلى سياسيين من معسكر اليسار – الوسط، كانوا يستغلون مسألة استحالة تطبيق نتنياهو لاتفاق التناوب على رئاسة الحكومة، كمادة ساخرة لضرب الثقة بين الشريكين نتنياهو وغانتس.

نبرة تشاؤم



لكن التطورات التي حدثت خلال الأسبوعين الماضيين وإعلان النائب جدعون ساعار انشقاقه عن حزب "الليكود" وتشكيل حزب "أمل جديد"، قلبت التكهنات رأسا على عقب، إذ أصبح لدى كل من نتنياهو وغانتس على السواء أسباب للقلق، مع تزايد شعبية ساعار بشكل دراماتيكي في استطلاعات الرأي التي قربته من منافسة حزبه السابق.

وحسب موقع "يديعوت أحرونوت" كان بالإمكان ملاحظة "نبرة تشاؤم" في الساعات الأولى من صباح السبت، وعقب بدء جولة المحادثات بين "أزرق أبيض" و"الليكود"، ولا سيما فيما يتعلق بمسألة رغبة "الليكود" في إقصاء وزير العدل آفي نيسنكورين، الوزير والنائب عن حزب "أزرق أبيض"، بزعم أنه يعمل بشكل منفرد ودون تشاور مع أعضاء الحكومة ما قد يضر بالاتفاق بين الطرفين.



 

وفي المجمل شهدت جولات المحادثات بين الحزبين الشريكين تأكيد "أزرق أبيض" أن موعد التناوب على رئاسة الوزراء غير قابل للتفاوض ولا توجد رؤى جديدة لتمديد ولاية نتنياهو، وحاول "الليكود" العثور على مخرج ولو من خلال دفع الأمور إلى انتخابات رابعة يعود بعدها نتنياهو على رأس حكومة سادسة في تاريخه ودون غانتس، لكن التطورات دفعت حزب "الليكود" للتخلي عن الفكرة الأخيرة وتدل المؤشرات على أنه سيتنازل لصالح غانتس وحزبه، وفق المصادر التي تحدثت مع الصحيفة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC