أكسيوس: ترامب سيزور السعودية منتصف مايو في أول زيارة خارجية
أظهرت دراسة ميدانية أخيرة أجرتها صحيفة الإيكونوميست البريطانية داخل المجتمع الإيراني، أن الفجوة الروحية تتسع كثيرا بين آيات الله وبين من يخضعون لاستبداد النظام وقمعه، فيدفع بهم الإحباط إلى الابتعاد عن العقيدة الرسمية والانتقال لديانات ومذاهب أخرى.
وسجّل التقرير على لسان مسيحيين وزرادشتيين وبهائيين، ظواهر من إقبال الإيرانيين على هذه المعتقدات، وهو ما وصفه رجل الدين الشيعي ياسر ميردامادي بأنه "تغيير في الولاء؛ لأن الإيرانيين لم يعودوا يجدون الرضا في النهج الرسمي".
وكان استطلاع للرأي شمل أكثر من 50 ألف إيراني (حوالي 90٪ منهم يعيشون داخل إيران) أجرته مجموعة جامان البحثية الهولندية عبر الإنترنت، أظهر أن "إيران دولة في حالة تغيّر ديني. فقد أفصح حوالي نصف المستجوبين بأنهم ما عادوا متدينين أو غيروا دينهم".
الارتباط الفارسي بالزرادشتية
وأشار التقرير إلى أن الزرادشتية، أقدم ديانة في إيران، ربما تكون ثاني أكبر ديانة في البلاد.
وتفيد الإحصاءات الرسمية، بأن لديها من الأتباع 23 ألفا، لكن الأرقام الحقيقية تبدو أكبر كثيرا، حيث 8٪ من المستجيبين لاستطلاع جامان قالوا إنهم زرادشتيون.
وأشار التقرير إلى أن تمجيد النظام الإيراني للموروث الفارسي، عزز انتشار الزرادشتية؛ كونها عقيدة فارسية ظلت تُقام فيها الصلاة حول النار، إلى أن منعت السلطات ذلك في العلن عام 2019.
اضطهاد الصوفية والسنة
ويرى ملالي إيران في الصوفية تهديدا أكبر لهم، يستهدفونه منذ فترة طويلة بالمضايقات والاعتقالات التعسفية، كما أفادت الإيكونوميست.
وقد احتج الصوفيون على هذا الاضطهاد في عام 2018. وقتل في الاشتباكات خمسة من أفراد قوات الأمن وتم اعتقال أكثر من 300 من الصوفيين. كما جرى وضع نور علي تابنده، زعيم الطائفة الصوفية الأكثر شعبية، قيد الإقامة الجبرية، حتى وفاته في كانون الأول/ديسمبر 2019.
لكن متصوفة القونبادي يقولون إن خلواتهم تجتذب عددا متزايدا من الإيرانيين.
كما سجّل تقرير الإيكونوميست تزايد عدد السكان السُنّة في إيران، وأرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع معدلات المواليد. ويُعتقد أنهم يشكلون 10٪ من السكان يعيشون في الغالب على أطراف البلاد.
وأفاد التقرير الميداني، بأن السلطات الإيرانية تريد أن تبقي الكتلة السنية محصورة في تلك الحدود. فقد هدموا جميع مساجد السنة في العاصمة طهران. ومع ذلك، يتدفق آلاف السنة كل يوم جمعة من فيلات كبيرة في طهران يستخدمها السنة كجوامع للصلاة.
الإرسانية والبهائية
ويُظهر الاستطلاع الميداني انضمام ملايين آخرين إلى مذاهب أو معتقدات أخرى، مثل الإرسانيين الذين يتبعون تعاليم رجل مرجعي من القرن الرابع عشر، وكذلك البهائيين، الذين يتبعون مرجعا آخر كان ظهر في القرن التاسع عشر.
وأشار التقرير إلى أن عالمية وطقوس هذه الفئات، والتي تتضمن الموسيقى والرقص والاختلاط بين الجنسين، تجذب الكثيرين إلى البحث عن متنفس من القهر والإحباط، الذي يتعرضون له على يد الملالي والنظام.
وكان الرئيس حسن روحاني تحدث عام 2016 عن ميثاق للمواطنة يعد بإنهاء التمييز، لكن ذلك لم يكن ملزما، وهو ما يخلص إليه تقرير الإيكونوميست بالقول إن رجال الدين الحاكمين في إيران يعتقدون أن أفضل حماية للتدين هي الاضطهاد، وهم في ذلك ربما نجحوا في تنفير الناس نحو بدائل أخرى.