مؤتمر أكراد سوريا: تشكيل وفد كردي مشترك لتطبيق الرؤية السياسية ومناقشتها مع دمشق
دعا عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، في إعلان تاريخي، الحركة المسلحة إلى إلقاء السلاح وحل نفسها، بعد عقود من الدم والنار بين تركيا والحزب.
وشكل الصراع بين تركيا والحزب أحد أكثر الملفات تعقيدا في المشهد السياسي والأمني لأنقرة، فالحزب الذي بدأ كحركة مسلحة في سبعينيات القرن الماضي، تحول لاحقا إلى محور رئيسي ضمن أحداث شهدت عمليات عسكرية، ومفاوضات سلام متعثرة، وتحولات سياسية عميقة.
في عام 1978 تأسس حزب العمال الكردستاني في أنقرة باعتباره منظمة ماركسية لينينية، على يد مجموعة من الطلاب الأكراد بقيادة عبد الله أوجلان، واستند الحزب في أيديولوجيته إلى القومية الكردية.
في سبتمبر/أيلول عام 1980، وقع انقلاب عسكري في تركيا بقيادة الجنرال كنعان إفرين، مما دفع أوجلان إلى الفرار إلى سوريا، حيث حصل على دعم من نظام حافظ الأسد، الذي استخدم الحزب كورقة ضغط ضد تركيا.
رفع أوجلان السلاح في وجه الدولة التركية عام 1984 مطالبا بوطن مستقل للأكراد، في خطوة أسفرت عن نزاع امتد لسنوات طويلة.
نفذت قوات خاصة تركية عملية استخباراتية في يناير/ كانون الثاني 1999، بالتعاون مع أجهزة استخبارات دولية، اعتقلت فيها أوجلان في نيروبي بكينيا ونقلته إلى تركيا، حيث حُكم عليه بالإعدام، لكن الحكم خُفف في عام 2002 إلى السجن مدى الحياة بعد إلغاء تركيا لعقوبة الإعدام.
واصل الحزب حمل السلاح إلى غاية الإعلان عن هدنة مؤقتة في مارس/ آذار 2013، كجزء من المحادثات مع الحكومة التركية بوساطة حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد. وانهارت الهدنة في يوليو/ تموز 2015، بعد عملية تفجير دامية في مدينة سروج التركية.
وبعد فشل المحادثات، قصفت تركيا عام 2016 أهدافًا تابعة لحزب العمال في العراق، وقادت هجومًا عسكريًا واسع النطاق تزامنًا مع حرب شوارع واشتباكات يومية شرسة في جنوب شرق تركيا.
والخميس الماضي، دعا أوجلان، من زنزانته في سجن جزيرة إمرالي، حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، قائلاً إنه يتحمل "المسؤولية التاريخية عن ذلك".